عبدالخالق الحود يكتب:
السعودية والإمارات رؤية موحدة للأمن القومي العربي
تطلبت المرحلة وتكالب الأعداء وتلاقي الأهداف المرحلية والاستراتيجية تعزيز أواصر العلاقات الأخوية بين القيادتين السعودية والإماراتية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سليمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد حفظهما الله .
كما مثلت التحديات الجسيمة التي واجهتها ولا زالت تواجهها الدولتين ومحاولة جماعات مسلحة مسنودة من قوى إقليمية ودولية استهداف أمنهما ومستقبل أبنائهما روافع إضافية أخرى لضرورة قيام تحالف صلب وقوي يمكنه التصدي لكل هذه المخاطر والتهديدات .
قد يعتقد البعض بأن التحالف الإماراتي السعودي -وبما تملكه الدولتان من مقومات اقتصادية قوية - هو من سعا الى اشعال الحروب و جر المنطقة الى أتون فوضى مستدامة ؛ وهذه بطبيعة الحال قراءة خاطئة وقاصرة تماما ؛ خاصّة اذا ما عرفنا بأن المملكة العربية السعودية من أكثر الدول الداعمة والراعية لاتفاقيات السلام حول العالم ؛ وكان لها قصب السبق في حل الأزمة اليمنية منذ ما قبل عام 2011م وإطفاء فتيل الصراعات في أي منطقة من العالم والأرقام لازالت حاضرة لدى المنظمات الدولية ذات العلاقة .
الإشكالية التي ينبغي تصحيحها أو لنقل توضيحها لدى العديد من الناس في العالم العربي تحديدا نتجت عن تصدي المملكة مبكرا للمشاريع التدميرية التي أرادت فرق وجماعات تنتهج العنف سبيلا لتحقيق أهدافها فرضها في المنطقة تحت يافطات وعناوين براقة سرعان ما انكشفت نتائجها طافحة ببرك الدماء التي لازالت مطلولة على طول الوطن العربي وعرضه ابتداء من العراق الى ليبيا وليس انتهاء بسوريا واليمن وكانت القاهرة قاب قوسين أو ادنى من ذلك السيناريو لولا عناية الله وصلابة ووعي الشعب والجيش المصري وكذا تكاتف ودعم القيادتين الإماراتية السعودية لشعب مصر .
إن التحالف والترابط الأخوي السعودي الإماراتي يتماهى يوما بعد يوم ويكاد يتلاقى في نضرة القياديتين الرشيدتين وبعين واحدة لكافة الملفات والقضايا المتفجرة في المنطقة وسبل وطرق حلها ؛ نضرة لاشك بأنها بعيدة تضع ضمن أولوية أهدافها مصالح شعوب المنطقة والعالم وسلامة أمنها وممراتها المائية بمسؤولية وتفكير يتجاوز سطحية البعض وشطحات واهداف الجماعات المارقة التي لاشك بأنها بما تتلقاه من دعم قطري إيراني ستعمل بكافة السبل على تشويه هذا الدور وتجزئته وفق أهوائها و اجندتها الخبيثة .