عفاف سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):

مليونية الوفاء.. ماالذي بعدها وهل ستجسد روح التسامح الحق و الاخاء

شهدت عدن خاصة والجنوب عامة احداثا متسارعة جداً ..  البداية كانت بمقتل ابو اليمامة ورفاقه بالجلاء وتزامنت بتفجيرات اوقعت الشهداء ...هذه الاحداث فجرت هبة او غضبة شعبية عارمة ..
ورغم تبني جهة بعينها المسؤولية فقد حدثت صدامات دموية كادت تبتلع الاخضر واليابس باقتتال الاخوة واسقطت المواجهات المزيد من الضحايا من ابناء الجنوب.

وبلطف الله و تفاعل المملكة و الامارات العاجل خلال الفترة العصيبة التي شهدتها عدن هدأ من التوترات التي شهدها الجنوب عامة...
وبدا جلياً للمتابع ان ثمة امور تتم من وراء الكواليس باتفاقات تارة و اختلافات تارة اخرئ انعكست علئ المشهد فهذا مؤيد الامارات و ذاك للمملكة و ذاك ضد الاثنين لانه كره صوت البارود و لعلعة الرصاص .
انتصارات لهذا هنا واتفاقات هناك تلتها انسحابات كشف عن تفاهمات غير معلنة ترجمتها الاحداث المتسارعة
الجدير ان اعلان النفير واحتدام الجفير وماتلاه من احداث كشف جليا ان الضوء الاخضر قد منح من اطراف دولية وتم تأييده من الدول الخليجية ..
مرحلة الحسم هذه اعترضتها عقبات المواجهة بين الاخوة وتحديدا الشرعية الابينية و الانتقالية الضالعية وما تم من اعتداء و نهب لمنازل القيادات من قبل مرضئ النفوس اشباعاً لشهية الفيد التي لا تحل حلالاً ولا تحرم حرماً بغض النظر ان كانت اموال اولئك القادة حلالاً ام حراماً كما يبرر بعضهم لكن كان من صميم عمل بل وواجب الجهة المسيطرة ان تؤمن الممتلكات العامة والخاصة وتحافظ عليها كونها في عهدتها وهو ما أجج الشرخ وعمق الصدع رغم وحدة الانتماء الجنوبي و هو ما استدعى تريث التحالف لدراسة وجس النبض مجدداً بالدعوات المتكررة للتحاور للخروج برؤية واضحة فقد اوشكت الامور على الانحراف عن مسارها ....

وبالمناسبة كان تعميم عيدروس لمنع الاعتداءات والسطو علئ الممتلكات العامة والخاصة له اثره في الحد من شهية الفيد وكبح جماحه وكذا كبح جماح كل من تسول له نفسه انتهاك حرمات البيوت لتصفية حسابات قديمة او ثارات او اي مسميات مستغلاً انفلات الامور سيما ان كل ماسيحتاجه هو بزة عسكرية وطقم فقط ولذا كان التعميم بمثابة وضع حد للعبث .

ثم بدأ رهان التسامح بالدعوات لمليونية النصر و كانت بمثابة استفتاء بإشراف دولي غير معلن حول ما اذا كانت الارادة حقيقية لطي صفحات الماضي بالدخول في حوار يلم الشمل ويوحد الصف .

وتحقق المراد بأفواج توافدت من كل المديريات و المحافظات لتجسد روح التسامح .

ولم يكن هناك من خيار حيال ذلك كله الا النزول عند رغبة الجموع الحقيقية و تلبية مطلبهم ...

لكن الرياح مجدداً اتت بما لا تشتهي السفن بصدامات اخوية جديدة و مواجهات دموية عنيدة احرجت التحالف وجعلته في حيرة من امره وجلبت الرعب و الخوف للمواطنين الامنين وذهب لقاء ذلك ضحايا وهم في منازلهم فخلود تركت رسالتها لكم و رحلت فقد قتلت بقذيفة اخترقت منزلها و كان اخر مراسلة لها انها لا تريد غير استتباب الامن و الامان !! وبعدها سقط ضحايا جدد في مواجهات جديدة جنوبية جنوبية ولا حول ولا قوة الا بالله وصرنا نقرأ في الواتسات مصطلحات غريبة فهذا خائن وذاك مرتزق وذاك مع المملكة والاخر مع الامارات وهذا ينفر من هذا وذاك ينفر من ذاك مع ان الكل في سفينة واحدة ربانها التحالف نفسه الذي نأمل ان يقودها لبر الامان و من على متنها ان يحذروا مغبة الاختلاف الذي سيغرقها لا سمح الله ان لم يتم تحكيم العقول .

وفي كل مرة تنتصر عدن بفضل الله اولاً وبتعقل الاخوة في الشرعية و الانتقالي معاً لكن لا نغفل ان الفاتورة دوما تدفع مقدما والثمن يكون باهضاً من دموع الامهات والارامل و الايتام لاننا نتقاتل ثم نتحاور في حين ان الحوار قبل الاقتتال هو الانفع و الاجدئ .

وهو مايستوجب على الشرعية ممثلة بفخامة هادي و الانتقالي ممثلاً بعيدروس تحكيم منطق العقل و لحقن الدماء وجعل الاولوية لصالح تعزيز الامن والامان

مليونية الوفاء عساها تعزز الامن و تجنب الانجرار لمربعات العنف و تخمد نار الاعداء المؤججة للصراعات جراء ما يحدث من مداهمات سياسية او مشاحنات حزبية او تأجيج لعنصرية مناطقية .. فالجنوب لكل الجنوبيين من دون استثناء وليس ملك لأبناء محافظات بعينها و الا لغدت الدولة دويلات و لذهبت كل الجهود هباء وهيهات ان ينعم طرف في ظل تربص الطرف الاخر والمملكة والامارات يدركون تماماً ذلك وعليهم تحمل المسؤولية كي يسود الوئام بين جميع الاطراف بتغليب مصلحة امن الوطن والعباد ومنحها الاولوية كونها ملحة وعاجلة وضرورية .

إننا نأمل اليوم ان تعزز مليونية الوفاء بروح التسامح الحق والتوافق و الاتفاق ليس في الساحة فحسب و انما بانتصار لغة الحوار والتفاهم في جدة كي يسود الوئام لحقن الدماء ورأب الصدع ونبذ النعرات المقيتة و تجسيد روح الاخاء ان اردتم لوطنكم الارتقاء وتحقيق الهدف المنشود .

وما تنسوا الصلاة والسلام علئ اشرف الانبياء والمرسلين

عفاف سالم