خير خلف لخير سلف

عيدروس الزبيدي ... ألم يكن عند مستوى التحدي

قلنا في مقال سابق ان  المحن والازمات هي من تبين معادن الرجال وكان هذا  تقديمنا للمقال الموسوم ( نائف البكري هل تم انصافه ام عانى الظلم واجحافه ؟؟!! ) هذا المقال كان قد كتب عندما اقيل البكري من منصبه وتم تعيين جعفر محمد سعد خلفاً له ليطير هو وزيراً .

 

المحافظ سعد  رحمه الله بدوره كان قد دخل في سباق مع الزمن فما ان تعين حتى بدأ العد التنازلي لأيامه  المعدودة على ظهر البسيطة ويقترب من الرحيل ولذا دأب للعمل ليلاً ونهاراً ليترك رصيداً طيباً وذكرى عطره لكل من عرفه او لم يعرفه خلال ستين يوماً فقط من عهده تتوجت بنظافة اليد وطهارة القلب وصفاء النفس ولم يلوث رصيده النضالي بالفساد المالي .

 

ثم قدم فخامة الرئيس هادي اللواء عيدروس للواجهه مقلداً اياه قيادة المحافظة.

 

  وربما كان آخر ما انجز في عهدهم  نقصد الثنائي عيدروس وشلال ما تم كشفه بخور مكسر وتحديداً منطقة العريش وإن كان على يد أحد قادة المقاومة حيث تم احباط عملية تهريب لكتب قيل انها تروج للفكر الشيعي وميداليات وبطائق كانت في طريقها لصنعاء بحسب ما ذكر بالاخبار الاذاعية.

 

 لكن الرياح قد تأتي بما لا تشتهي السفن ليقال هذا من منصبه في  ظروف غامضة عقب توترات شهدتها الساحة مؤخراً ويبادر رفيق دربه بتقديم استقالته من تلقاء نفسه بحسب ما ردد الشارع.

 

 وكثر هم الذين يتساءلون عن الاسباب الحقيقية التي تقف وراء الاقالة المفاجأة للمحافظ عيدروس الزبيدي وتعيين المفلحي خلفاً له بين عشية وضحاها ليعين عيدروس  سفيراً للخارجية ثم نسمع بعد ذلك عن اعتذاره عن قبول منصبه الجديد وعموماً الايام القليلة القادمة كفيلة بكشف الحقائق والاسباب الكامنة خلف ذلك .

 

أما ردود الافعال بالشارع فقد تباينت ما بين مستحسن ومستهجن وما بين متعجب ومتحفظ.

 

 فهذا يرى أن قرار الإقالة كان منصفاً فهلل مستبشراً وذاك رأى انه كان مجحفاً فوجم عابساً وذاك راح يقف متعجباً او متحفظاً .

 

المباركات التي انهالت مؤيدة للقرار الرئاسي ذكرتني ( بمات لويس وعاش لويس ) فمنهم من بارك  باعتباره مستفيداً لانه كان يرى في الرجل عقبه وحجر عثرة تعترض تحقيقه لمشاريعه الخاصة.

 

وذاك بارك القرار ربما نفاقاً للحفاظ على منصبه او بغية ترقيته وتجديد ثقته و تعزيزها.

 

وآخر بارك لانه وجد ان خطوط التواصل قد انقطعت بسبب خلافات ومهاترات وما رافقها من اذكاء للعصبيات واختلاف وجهات النظر التي ولدت الشحناء و البغضاء في نفوس الاخوة وعدم تحقق الانسجام المنشود نتيجة لإياد خفية كانت تنبش تحت الرماد.

 

وهناك اتجاه يرى انها مسألة خدمات متعثرة وعلى رأسها الكهرباء التي بدا ان هناك تعمداً ملحوظاً من بعض الاطراف لقطعها لساعات طويلة خلال الليل وعدم تشغيلها الا لساعة او ساعة ونصف فقط تعاود بعدها الانقطاع حتى يلوح الصباح في ظل غياب المراقبة والمحاسبة لنصير تحت رحمة المتحكم بمفاتيح التشغيل اقصد القائم على عملية ( طفي لصي ).

 

كما ان هناك اتجاهاً لم يرقه التوجه الانفصالي والسعي لاستعادة الدولة وفك الارتباط عقب المعاناة  الطويلة وانتهاء بالحرب الظالمة التي التهمت خيرة الشباب في محافظات الجنوب وتحديداً عدن ولحج وابين ولذا فقد عد من وجهة نظرهم قائداً حراكياً يهدد الوحدة والاقلمة ولذا لا بد من الخلاص منه وتحجيم دوره للحد من خطورته التي لطالما ارقت المستفيدين من خيرات وثروات البلاد والعباد ووقفت ضد اطماعهم بالمرصاد.

 

بالمقابل هناك الاتجاه المقابل المستهجن والمتبرم من القرار ويفتش عن الدوافع الحقيقية لاقالة الرجل الذي يرون انه كان عند مستوى التحدي والجدير بالمسؤولية سيما وانه قد تولى قيادة المحافظة في ظروف كانت فيها الاوضاع في عدن على كف عفريت وتحديداً عقب اغتيال سلفه  المحافظ الاسبق الموسوم بالشهيد جعفر محمد سعد.

 

الفريق المتحفظ المتعجب يتساءل في قرارة نفسه حول ما الذي استجد وهل المسألة مسألة خدمات ام ان وراء الاكمة تكمن الاسباب والدوافع الحقيقية .

 

 وإن كانت الكهرباء احدها فهل اقالة الرجل وتعيين خلفاً له يحل المشكلة من جذورها ؟؟!! ام انها مسألة تخدير موضعي لحين ميسرة ؟؟!!

 

وهناك من يريد ان يعيش فقط وينعم بالخدمات الضرورية ويحصل على ابسط حقوق المواطنة الامنة فالمناطق الساحلية لاهبة ورمضان على الابواب والغلاء يكشر عن انيابه والمواطن غدا شبح انسان .

 

وهناك من يرى ان البلد مش ناقصة قرارات واقالات فالظروف صعبة والمرحلة حرجة.

 

لكن رغم تعدد المواقف وتباين وجهات النظر ربما تجد الاجماع  على انه كان خير خلف لخير سلف فقد تقلد المنصب ليثبت انه كان عند حسن الظن يوم ان قبل بالمنصب وهو يدرك من يومه انه مقتول من ساعته رغم ان الخدمات في عهده لم تشهد ذاك التحسن المعول عليه اكان في قطاع المياه او الكهرباء او الاعمار ما جعل بعض اعضاء السلطة المحلية الذين راجعوه خدمياً يصابون بخيبة امل كبيرة سيما عقب عودتهم من عنده بخفي حنين.

 

الثنائي عيدروس وشلال ان كانا قد خلفا بصمة تذكر فهي ان روح التعاون تحقق النجاح والتميز ولولا الخلافات والاختلافات في التوجهات وتباين الرؤى ووجهات النظر سواء اكانت بين الاخوة جراء التسلط والعنجهية التي قزمت من دور قادة المقاومة وكادت تهمش وجودهم مما عمق الفجوة والجفوة بينهم وكذلك ما بدر من بعض النفر المحسوبين عليه في بعض مفاصل الدولة وتصرفاتهم اللامسؤولة والمستفزة في التعامل او كانت جراء تضارب المواقف تارة بين رفقاء المصالح او اتفاق المصالح تارة أخرى بين دول التحالف لما وصلت الامور الى حيث ما وصلت اليه.

وسائل التواصل التي بذلت جهداً لتأليب النفوس وتأجيج ردود الافعال وتهويلها تقف اليوم متعجبة حينما وجه عيدروس للاصطفاف والالتفاف حول المفلحي وتفويت الفرصة على كل الراغبين بالصيد في الماء العكر تجنباً للفتن وحقناً للدماء البريئة التي اريد لها ان تسفك هدراً ليقال انه الانفلات الامني قد بلغ ذروته ووصل الى اوجه .

 

نأمل من الجميع التحلي بروح المسؤولية والترفع عن سفاسف الامور وايثار المصلحة العليا التي تصب في خدمة الشعب الصابر المغلوب على امره منتظراً فرج الله من توفر اسباب العيش الكريم وان يعم الامن والامان ويسود الود والوئام  ولا تنسوا الصلاة والسلام على سيد الانام مع اطيب تحية للقراء الكرام.

 

  عفاف سالم