جهاد محسن يكتب:
حقيقة لا تنسى.. هؤلاء عزوا بوفاة والدي وتملصوا من دفنه بوطنه
لماذا أدين بالوفاء والعرفان لدولة الإمارات العربية المتحدة ؟.. الإجابة ببساطة لأنها الدولة الوحيدة التي وافقت وقبلت على أن يدفن ويوارى جسد والدنا على أرضها الطيبة.. بعدما تنصلت بلاده اليمن ممثلة بحكومتها الشرعية من أعلى شخص في سدة الرئاسة اليمنية إلى أول مسؤول في محافظة عدن من مساعدتنا على احضار جثة والدنا ودفنه حيث كان يتمنى أن يموت ويدفن بين أهله وتحت ثرى وطنه.. وأرضه عدن.. تلك المدينة التي أحبها بصدق وإخلاص.. وقدم أربعين عامآ من عمر مسيرته الإعلامية الطويلة.. وهو يتغنى ويطرب باسم عدن وناسها.. ويحمل ذكريات طفولته معه في حله وترحاله.. ويرسم بقلمه وقلبه.. بشجونه وخواطره.. ثقافة اليمن وحضارتها في مختلف صفحات الصحف الخليجية والعربية.
والدي الصحافي والاعلامي جميل محسن باديان .. رحمة الله عليه.. والذي شاء ان يتوفى إثر حادث مروري تعرض له في سلطنة عمان في ٥ ديسمبر ٢٠١٨م.. أثناء محاولته زيارة معشوقته عدن في زيارة شوق ولهفة لأولاده وأهله.. لكن شاءات الأقدار ان يوافيه الأجل قبل أن يكمل مشواره.. مات وحيدآ في أرضآ بعيدة.. كانت صدمة قاسية تعرض لها كل من يعرف الإنسان والمخلص الوطني جميل محسن.. وأولهم نحن أبنائه..
كانت جثة والدنا عالقة يومها في ثلاجة سلطنة عمان.. في ولاية هيماء.. سعينا نحن اولاده إلى عدد من المسؤوليين والمعنيين في بلادنا حتى يسهلوا لنا إجراءات إحضار جثة والدنا العالقة في سلطنة عمان ولكن دون جدوى.. طرقنا الأبواب وكان الجميع يتهرب في الحكومة الشرعية وكأن قيمة وكرامة المواطن اليمني لا تعني لهم شيئآ.. حاولنا جاهدين ولم نفلح..
كل وزراء ومسؤولي الحكومة الشرعية تجاهلت رجل كان يخدم وطنه في اسفاره وترحاله.. وتركت جثته وحيدة في بلاد بعيدة.. رفضت حتى إعطاء لنا جواز سفر بصورة عاجلة للذهاب إلى سلطنة عمان وإحضار جثة والدنا إلى بلده.
لكن وبفضل من الله سبحانه وتعالى.. وبموقف الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.. وبتعاون الإخوة في قناة ( الغد المشرق ).. ومسؤولوا سفارتنا بأبوظبي.. الذين بادروا جميعهم وبكل حرص وسخاء.. وتولوا المهمة بدلا عنا.. وقاموا وخلال ٢٤ ساعة بإحضار جثة والدنا من سلطنة عمان إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي.. والتي وافقت سلطاتها على أن تمنحه قطعة من أرضها الطيبة ليواري فيها.. وهناك أقاموا له جنازة تليق به.. ومراسم عزاء تحفظ مكانته لديهم.. في الوقت الذي رفض وطنه ممثلآ بمسؤوليه في الشرعية أن يمنحوه قطعة من ارضة ليدفن فيها.. بعدما سبق وان قطعوا راتبه من سنوات في وزارة الشباب والرياضة.
تخيلوا الرئيس عبدربه منصور هادي.. ونائبه علي محسن الأحمر.. كل الذي أستطاعا أن يفعلوه لنا هو إرسال برقية عزاء.. وكأن هذا الرئيس أصبحت من صميم صلاحياته فقط توزيع العزاء للمواطنين.. والترحم على أرواح الشهداء.
وزير الثقافة مروان دماج .. هو الأخر أجاب بصريح العبارة أنه لا يعرف من هو والدنا جميل محسن .. وهو الذي خدم الثقافة اليمنية قبل ان يتعلم دماج ابجاديات الحروف.. وترفع على أن يواسي عائلته ولو برقية عزاء.. باسم الوزارة.. معذور هذا الوزير طالما لديه أصحاب على شاكلة مستشاره نجيب سعيد ثابت .. والذي يطلق على نفسه جزافآ سمة الفنان.
حتى وكيل أول محافظة عدن محمد شاذلي .. رفض الرد على مكالمتنا لتقديم ما يمكن تقديمه من موقعه في مكتب المحافظة من تسهيل لإجراءات نقل والدنا.. معذور فهو أوهن من أن يكون قد المسؤولية.. بخلاف من سبقه في هذا المنصب الاخ احمد الضلاعي الذي كانت له مواقف مشرفة في متابعة قضية والدنا.
والأمر كذلك ينطبق على الاخ عبدالله باكداده .. الذي نقدر حالة هرمه في هرم وزارة الثقافة.
لقد تعرفنا على معادن الرجال والأصحاب في وقت الأزمات.. ووصلنا إلى قناعة أن هؤلاء الذين يقبعون في السلطة والحكومة وتصرف لهم الموازنات والنثريات.. والمكاسب والمناصب.. هم أصغر وأحقر من يكونوا عونآ للوطن ومواطنيه.
وللتفاصيل بقية