ضرورة دينية ووطنية

تحكيم صوت العقل من قبل العقلاء

يقال أن المحافظ المستجد عبد العزيز المفلحي الذي عين حديثاً محافظاً لمحافظة عدن عقب إقالة المحافظ عيدروس قد وصل الى عدن كما ردد الشارع.

نعم قد قيل أن المفلحي قد وصل بصفته محافظاً لعدن ، وأنه قد أدى اليمين الدستورية وأنه بصدد تأدية مهامه الرئيسية لقيادة محافظة عدن.

المفلحي الذي أقسم اليمين الدستورية وهو يعلم تماماًً بحقيقة الوضع .

ونحن هنا نتساءل كيف سيتم التعامل مع أوضاع ومستجدات الشارع الغاضبة والحانقة التي تؤمن بعدم شرعية القرارات والاقالات وعلى رأسها ما تعرض له عيدروس من اقصاء وإجحاف وكذا ترقيات شملت شخصيات تلوثت بدماء الشباب في عدن.
هناك تساؤلات جمة حول المفلحي الذين تعين وأقسم في ظل أجواء يعلم سلفاً انها شديدة التوتر ونحن لا نعلم ما الذي في جعبته لمحافظة عدن وما الذي يعتزم تقديمه للمحافظة التي يعتزم قيادتها وعلى ماذا يراهن ليثبت وجوده ويلبي احتياجات المحافظات التي تعثرت فيها الخدمات ربما بشكل متعمد لنصل لنتيجة اليوم التي يترجمها الشارع بمختلف أطيافه .
الجدير أن المفلحي كما قيل قد تحرك للمعاشيق في ظل حراسات و تشديدات أمنية مكثفة..
هكذا كانت البداية والحفاوة فاالمفلحي يصل في وقت مازالت الاصوات المحتجة والغاضبة بل والرافضة لقرارات هادي القاضية بالاقالة للمحافظ عيدروس وعدم الاعتراف والاذعان بل والاقرار بعدم شرعيتها .
ورغم اعتذار عيدروس عن قبول التعيين له بالسفارة الخارجية وتفضيله البقاء بالداخل الا ان
عيدروس قد بادر للمباركة للمفلحي ودعا للاصطفاف حوله ومساندته لانجاح مهامه إيثاراً لمصلحة محافظة عدن خصوصاً وبقية المحافظات المحررة جنوباً عموماً.
ربما لادراكه ويقينه ان هناك اطرافاً كثيرة تسعى اليوم بكل ما اوتيت من قوة لبث الخلافات وشق الصف وهي من نبشت تحت الرماد هنا وسعت لصب الزيت على النار هناك والضحية هم الشباب والمواطن المغلوب على امره الذي طحنته رحى الغلاء وغياب الخدمات الضرورية والاساسية من مياه وكهرباء وتأجيج للشحناء والبغضاء لاشعال فتيل الفتنة الطائفية.
بالمناسبة فقد وصلني نص البلاغ الصحفي للجنة الشعبية للدفاع عن قضية شعب الجنوب ومقاومته التي أعربت فيه عن موقفها من قرارات واقالات هادي للقيادات
ومن جانب آخر كانت الهيئة الاكاديمية بدورها قد أصدرت بيانها حول المستجدات في الساحة الجنوبية حيث أعربت هي الاخرى عن موقفها الرافض للقرارات والاقصاءات.
ترى في ظل هذه الاوضاع ، ماالذي يمكن أن تقدمه الشرعية لامتصاص غضب الجموع التي تشتاط غيضاً وتعرب عن مواقفها الرافضة للخنوع والرضوخ
لكننا هنا نؤكد على ضرورة التعقل وعدم الانجرار خلف الاصوات التي تؤجج ليس حباً في شخص عيدروس ولا تعصباً له وإنما لتشبع نهم اجندة خارجية كبر عليها ما تحقق من امن ملحوظ في فترة وجيزة وهي من أعظم نعم الله علينا وكما قال الرسول الكريم من بات آمناً في سربه معافى في بدنه وعنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ولله الحمد فهذا قد توفر في محافظاتنا وما من أحد ينكره وإن كنا نشكو تعمداً بيناً في قطع بعض الخدمات الضرورية لالهاء العباد عن القضية الاساسية التي ارقت ناهبي الثروات وغضت مضجعهم .
نأمل ان يرعى الجميع هذه النعمة وأن يتقوا الله وان يتفقوا على ان يتفقوا لا على ان لا يتفقوا .
فالناس تعبت وتود العيش بسلام بعيداً عن القلاقل والفتن والمماحكات والمهاترات وما كان ينقصها في مثل هذا التوقيت تحديداً قرارات وإقالات واستفزازات ما حسبت للعواقب حساباً حينما اقالت هذا وعينت ذاك.
وبالله عليكم كيف سيفلح المفلحي في كسب الثقة وهو يتسلم المنصب في مثل هكذا أوضاع؟؟!! وهل سيتمكن من تلبية احتياجات العباد وتأمين الامن للبلاد ؟؟ !!
وهل سيفلح في انتزاع الاعتراف بشرعيته وهل سيتم تقديم بعض التنازلات من جميع الاطراف إيثاراً للمصلحة العليا وحقناً للدماء ورأباً للصدع وطاعة لله ومراعاة لهذه الاشهر الحرم ؟! هذا ما ستجيب عنه الايام القليلة القادمة .
ولا يفوتنا ان نؤكد على فخامة هادي أن يتقي الله في البلاد والعباد وأن يتحمل مسؤوليته وأن يقود الرعية لبر الامان وان يجتهد لاصلاح ما يمكن اصلاحه ووضع المعالجات التي من شأنها أن تجنب الجميع النتائج التي لا تحمد عقباها.
في الاخير على العلماء والعقلاء والاساتذة النجباء القيام بواجبهم الديني والوطني على حد سواء والتحية للاعلاميين الشرفاء وللاخوة القراء ولا تنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء.

عفاف سالم