قبل إزاحة محمد مرسي من سدة الحكم في مصر والبدء في التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين من منظور الجماعة الارهابية الخطرة ، ظهرت إلى السطح حينها معلومات تقول أن بعض من قادة الجيش المصري كانوا يتشاورون مع الرياض قبل تلك الإزاحة بعدة أشهر ، أما بعدها فقد كان الملك السعودي الراحل عبد الله واحدًا من أوائل القادة الأجانب الذين اعترفوا بالنظام الجديد في القاهرة ، وقدم له المساعدة في 5 مليارات دولار ، كل ذلك كان يشير بشكل واضح إلى أن المملكة كانت تحسب حساب وبشدة تأثير الطفرة الاخوانيه في تلك الفترة وخطورة و صول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة وزعزعة طفرتهم لاستقرار الوضع الداخلي للبلدان العربية .
كانت المملكة العربية السعودية وقطر تاريخياً دولتين جارتين تربطهم علاقات تاريخية ومجلس تعاون خليجي وهما حليفين استراتيجيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، وبينهم تنافس شديد في المنطقة حول النفوذ والتأثير كان اخذ في التوسع ، و بسبب تواصل الدعم القطري القوي للإخوان المسلمين وحسابات إقليمية أخرى توسعت الخلافات بين الرياض والدوحة وصلت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية فيما بينهما وكان اليمن من ضمن تلك الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر، كما استدعت المملكة العربية السعودية سفيرها من الدوحة ضمن مجموعة دول سحبت سفرائها مثل البحرين ومصر والإمارات وجزر المالديف والحكومة المؤقتة في ليبيا ، حينها قالت السلطات السعودية والإماراتية في بيان أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة جاء تضامنا مع البحرين ، التي اتهمت قطر بالتدخل في السياسة الداخلية للمملكة ومحاولة الإطاحة بالسلطة الشرعية في البحرين ودعمها للارهاب .
السعودية في كثير من التصريحات الرسمية تتهم قطر بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن ، ولكن تظل في سطور هذا التصريحات السعودية هناك اتهامات حقيقة اخرى لقطر بدعم قوي للإخوان المسلمين في اليمن ، الجماعة التي تدرجها السعودية ضمن قوائم الإرهاب وتحاربها في كل بقاع العالم ماعدا اليمن مع أن نفوذ هذه الجماعة يتقوى كل يوم في اليمن ، بسبب سيطرتها على اغلب مفاصل القرار في حكومة الشرعية اليمنية و تسعى إلى إدارة اليمن بعد التخلص من الحوثي ، وقد كشرت هذه الجماعة عن أنيابها في الاجتياح الأخير لشبوه الغنية بالبترول والغاز ومحاولة إسقاط العاصمة الجنوبية عدن تاركة خلفها الجبهات الحقيقية المشتعلة ضد الحوثيين للتحالف والمقاومة الجنوبية ، وكذلك اتضح مؤخرا أن الجماعة تملك خط تواصل سري مع الحوثيين وهو الأمر الذي أدى إلى صمت السعودية عن قصف الإمارات للقوات التي كانت تزحف إلى عدن بغطاء الشرعية وهي في الأساس قوات غالبيتها من ألوية جماعة الإخوان المسلمين القادمة من مأرب والبيضاء و وادي حضرموت ، والذي من المعتقد أن تركها تخرج إلى مناطق مكشوفة يأتي في سياق خطه سرية للتعامل العسكري معها اما بطائرات معروفة لدول ستساند القوات الجنوبية اثناء تحرير بقية اراضي الجنوب وربما كذلك طائرات مجهولة الهوية على طريقة قصف قوات ومخازن الحشد في العراق ، كون قوات جماعة الاخوان أضحت بالنسبة للسعودية والإمارات تشكل تهديد حقيقي لدولهم ولقواتهم في اليمن ومن منظورهم الاستراتيجي كذلك تظل هذه القوات بمثابة الذراع العسكري للدوحة في اليمن وهو ما لن تسمح في تقويته أو تتساهل معه لا الرياض ولا أبو ظبي او القاهرة طال الزمان أو قصر .
اليوم الجمهورية اليمنية اصبحت ساحة قتال اخوانية سرية و ايرانية علنية ضد التحالف بقيادة السعودية والامارات وقصف منشاة ارامكو أيا كان مصدره هو قصف ليس على شركة سعودية فقط ، وانما منشأة لشركة دول عظمى وهذا واضح من خلال بيانات الادانه العالمية التي ضمت حتى صوت الامم المتحدة ، وهذا القصف على ارامكو سوف ينعكس وبقوة على الأوضاع في اليمن وبالذات على رؤوس الحوثيين و جماعة الإخوان المسلمين ، وقوات الجماعة بالذات ستخضع لعملية إعادة تموضع إجبارية بالجنود وعتادهم الخفيف والثقيل باتجاه الجبهات الحوثية ، التي أضحت جبهات إيرانية بامتياز سببت الكثير من الفوضى والوجع للداخل السعودي ولاقتصاد البلاد ، وهذه الجبهات ستشهد في القريب اعنف الاشتباكات والقصف ، وان رفضت جماعة الاخوان الطلب السعودي بالتوجه نحو مواجهة الحوثي بحق وحقيق ، فأنها ستواجه مصير الضعف العام والشلل على كافة الاصعدة حتى تتفكك ، لان ترتيب البيت الشمالي القادم مقرر له ان يكون بعيد عن الاحتكار من قبل جماعة او قبيلة او حزب .