فيصل الصوفي يكتب:
عصابة مدمنة عمالة
لا يحبذ كاتب هذه الكلمات التوصيف الذي تردده وسائل إعلام الشرعية للعصابة الحوثية، بأنها جماعة الحوثي الإيرانية، أو ميليشيا الحوثيين الإيرانيين.. فهذه العصابة عصابة يمنية، الذين ينظِّرون لها يمنيون، والذين يترأسونها يمنيون. وميليشياتها بقادتها وأفرادها ومشرفيها يمنيون. وكون إيران تدعم هذه العصابة سياسياً وإعلامياً، وتزودها بالأسلحة والذخائر والأموال، فإن ذلك لا يجعلها إيرانية... إنها عصابة موالية، تابعة، عميلة لإيران.. قدمت العصابة شواهد لا حصر لها تؤكد ولاءها وتبعيتها وعمالتها لإيران دون شعور بأدنى حرج.. وبالإجمال جعلت ذلك الولاء وتلكم التبعية والعمالة حقيقة ساطعة مثل نجم.
إن أي متحوث يتقدم على الحوثي نفسه، وأي متردد، وأي طالب شواهد وأدلة على ما ذكرنا، لن يعدمها، فهي مبثوثة في ملازم مؤسس العصابة حسين، وفي خطب أخيه عبد الملك، وفي وسائل إعلام العصابة، ومواقف العصابة التي صارت تتبنى جرائم كبيرة ترتكبها إيران بحق دول، كما في الهجوم الكبير على منشأتي النفط السعوديتين غداة السبت السابق، حيث سارعت العصابة إلى تبني الهجوم، حتى عندما أثبتت الحكومة السعودية أن صواريخ "يا علي" والطائرات المسيرة إيرانية الصنع، وجاءت من جهة إيران لا من جهة اليمن، قالت العصابة: لا، لا تبخسونا حقنا، فنحن الذي فعلنا، وليس إيران.. بذلت العصابة جهداً كبيراً لعلها تجنب إيران رد الفعل السعودي والدولي المحتمل، وتجذبه ليحيق باليمنيين.. فأي شاهد وأي دليل يمكن أن يطلبه شاك أو متردد أو غشيم أقوى من هذا الشاهد والدليل لكي يصدق على ولاء وتبعية وعمالة العصابة الحوثية لإيران؟ ودعكم من تعيين العصابة رجلها الهادي سفيراً لها إلى طهران، ودعكم من تعبد عبد الملك لخامنئي، وذهاب محمد عبد السلام إلى طهران للسجود بين يديه قبل تلقي إرشادات المرشد الولي الفقيه.
ذلك شاهد ودليل من الجماعة نفسها.. أما الذي يريد أدلة وشواهد من مصادر أخرى فالحصول عليها سهل.. تريد أنت يا متحوث أكثر من الحوثي شواهد وأدلة من إيران مثلاً.. أو تريد شواهد وأدلة أمريكية.. أو تريد سماعها من دول أوروبية؟ تريد ذلك حقاً؟ خذ:
يقول مسئولون إيرانيون بارزون مثل قائد الحرس الثوري، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي، وفي مجلس الخبراء: الحوثيون في اليمن وحزب الله في لبنان يمثلان العمق الإيراني في المنطقة.. هل ما تزالون تتذكرون واقعة هجوم ميليشيا العصابة على سفينة نفط سعودية في البحر الأحمر؟ لقد قال ناصر شعباني قائد عمليات مقر ثار الله في مجمع الحرس الثوري: نحن طلبنا من اليمنيين -الحوثيين يعني- أن يهاجموا ناقلتي النفط السعوديتين، ففعلوا ذلك.. عباس عراقجي، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، بينما كان يفاوض ممثلي بريطانيا وفرنسا وألمانيا حول البرنامج النووي، استحضر إلى رأسه العصابة الحوثية في تلك اللحظة العجيبة.. قال نحن نقرر متى ينبغي أن يذهب الحوثيون لمفاوضة ممثلي حكومة هادي.. الآن سوف نستخدم نفوذنا لإحضارهم إلى مائدة التفاوض.. في السويد طبعاً.
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ووزراء مساعدون في إدارته يؤكدون ولاء وتبعية وولاء العصابة الحوثية لإيران.. لندع التصريحات ولنعرج على بعض ما هو عملي، فقد أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية في قوائم العقوبات مسئولين إيرانيين مثل محمود باقري كاظم آباد، ومحمد آقا جعفري، جواد بردبار شير آمين، مهدي آذربيشه، ومحمد علي حداد نجاد طهراني.. تعتقدون لماذا؟ لأن أدلة توافرت للأمريكيين تثبت أن أولئك الإيرانيين متورطون في تسليح الجماعة الحوثية، ودفعها للقيام بأفعال تستفز دول الجوار، وتهدد خطوط التجارة العالمية في البحر الأحمر.. وتسمع تصريحات مسئولين في الاتحاد الأوروبي يقولون مثلاً: لقد أبلغنا الإيرانيون إنهم مستعدون توجيه الحوثيين أن يوقفوا إطلاق النار.. أو يقولون للإيرانيين: أظهروا استعدادكم على تخفيف دعمكم للجماعة الحوثية في اليمن.. وغير ذلك كثير.