فهد ديباجي يكتب:

يوم الشموخ والهمة للتربع على القمة

اليوم الوطني سنويا يحكي لنا قصة عشق شعب وحضارة أرض وشموخ ملوك، فيه نجدد البيعة والطاعة والولاء والانتماء، وفيه يفرح الأبناء والأشقاء ويغضب فيه الأعداء، يوم يمثل لنا تاريخا، ويحمل أملا ورؤية لقيادة تملك الرؤية وتستثمر في وطنها، تعمل وتجتهد للاستمرار والتحديث والتطوير نحو التغيير، بعد القيام بالمراجعة الناقدة والثاقبة والفاحصة، من أجل خدمة الوطن والمواطن في كل المجالات، دائما ما يلمس الشعب السعودي نتائجها من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.

يوم نتذكر فيه الماضي وانتصارات وبطولات الأجداد، ونتذكر فيه المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي وحد قلوب أبناء شعبه قبل كل شيء، واستطاع بنظرته الثاقبة وحنكته السياسية أن يؤسس دولة راسخة شامخة تسير وفق سياسة ثابتة ورؤية واضحة، في ضوء رسالتها وأهدافها المنطلقة من الدين والمبادئ والثوابت التي سار عليها أبناؤه البررة من بعده.

ومنذ ذلك الحين احتلت المملكة موقعًا خاصًّا، ومرتبة فريدة اقتضت أن تسلك طريقًا طويلاً، قُوبِل خلاله بتحديات جسام، فأبَى هذا الوطن إلا أن يحقق هذه المنزلة الرفيعة، والمكانة العظيمة، عبر خطوات متلاحقة في طريق طويل اصطفت فيه النجاحات، وعلت فيه المنجزات، فكانت السمة الدائمة لطريق الوطن هي النجاح والتفرد والقمة.

 ‏يعد اليوم الوطني فرحة وطن وبهجة مواطن، وجزءا أصيلاً من الهوية الوطنية في ظل قيادة المملكة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والتي اختارت الحزم والعزم والهمة لتتجه للأمام وللأعلى فقط، دون التفات للمُعوِّقات والحاقدين والحاسدين والمتآمرين.

‏رسالة الاحتفال السنوي بذكرى اليوم الوطني، تأتي لتعزيز شعور الفخر والاعتزاز بالثوابت التي قام عليها هذا الوطن الغالي وبمكانته الكبيرة، وتنمية روح الانتماء إليه، وتقوية محبته في النفوس، وترسيخ مسؤولية الحفاظ عليه في نفوس الناشئة، وتعميق شعور الاعتزاز بالدين والنهج السعودي القائم على مبدأ الوسطية والاعتدال والالتزام به والثبات عليه، والتعريف بالأثر العظيم لملوكها ومؤسسها وجهوده في سبيل توحيد وتأسيس هذا الوطن الغالي، وبناء وحدته العظيمة، وإلقاء الضوء على أبرز منجزاته الحضارية والعلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية .

‏إنه يوم للوطن يحق لنا أن نفخر فيه برؤية قيادتنا وكفاءة حكومتنا ورجال أمننا وحكمة وحنكة شعبنا، في ٨٩ عاما مضت مليئة بالأمن والأمان والتنمية والازدهار والحزم والعزم، في وطن نعيش فيه كأمة واحدة ويد واحدة وطموح واحد، وبهمة تجاوزت كل التحديات لنتربع على القمة.

‏‏في يومنا الوطني نقدم رسالة المملكة للعالم وأفعالها ومواقفها للوقوف ضد التطرف والإرهاب أو التي تسهم من خلالها تقديم الدعم بكل أنواعه لإنجاح وإحلال الاستقرار والسلام عبر مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية، فهي تبقى وستبقى الرقم الصعب في المعادلة السياسية العالمية، استطاعت من خلاله إعادة قواعد اللعبة السياسية إلى مسارها بما يتوافق مع مصالحها، وتتحرك لتزاحم القوى السياسية والدولية، ويكون لها دور مهم في الأمن الدولي، اعتمادا على خبراتها في إدارة أزمات المنطقة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ومواردها التي يجري العمل على تنويعها، وموقعها الجغرافي بين القارات، وعبر تحجيم وتأثير الدور السياسي الدول الشريرة في المنطقة .

‏يُعدُّ اليوم الوطني فرحة وطن وبهجة مواطن، وجزءًا أصيلاً من الهوية الوطنية في ظل قيادة المملكة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان التي اختارت الحزم والعزم والهمة لتتجه للأمام وللأعلى فقط، دون التفات للمُعوِّقات والحاقدين والحاسدين والمتآمرين .

‏دُمت عزيزًا يا وطن، وسلِمت من كل المحِن، وبقيت رمزاً للشموخ على مر الزمن، كُل عام ووطني يُعانق السماء مجدًا ويحضنُ السحاب فخرًا وعزًا ويتوسط القلب حُبًّا وعشقًا للأبد.