مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):

اين موقع الخارجية اليمنية من الدبلوماسية " الرقمية " ؟

لعلى أكبر تحدي  تواجهه  الدبلوماسية  اليمنية في العصر الحديث هو  افتقارها لنظم " الدبلوماسية الرقمية " وكذلك للكادر  المتخصص في هذا النوع من الدبلوماسية ، فلا يخفى على احد من أن  بعض الكادر الدبلوماسي اليمني تم توظيفه عن طريق الوساطة والمصيبة أن  البعض منهم لا يحمل شهادات علمية  مع احترامي وتقديري الشديد للكادر الوطني المتعلم و النزيهة من الموظفين الحاليين والمتقاعدين وهم قلة ، و هناك بعض من كوادر الدبلوماسية اليمنية لا يستخدم النت والهواتف الذكيّة المحمولة إلا للمهاترات واثارة الفتن  وكشف اوراق الدولة في تغريدات و مقالات رخيصة   ضاربين عرض الحائط  بكل قواعد ضبط النفس والتحفظ الدبلوماسي و اصول  الدبلوماسية العامة والتقليدية ،  وهذا ناتج عن جهلهم بشيء اسمه الدبلوماسية "الرقمية " " فائدتها واضرارها " .

الدبلوماسية الرقمية  يقصد بها  استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة لتنفيذ مهام السياسة الخارجية الدبلوماسية وما يتصل بها ويتمثل الهدف الرئيسي للدبلوماسية الرقمية في تعزيز اهتمامات السياسة الخارجية والدعاية الإعلامية من خلال شاشات الإنترنت والشبكات الاجتماعية والهواتف المحمولة التي تهدف إلى الوعي الجماهيري للجمهور والنخبة السياسية.

أصبحت الثورة العلمية والتقنية أو المعلوماتية ، التي بدأت في الستينيات من القرن الماضي حافزًا للعولمة والعمليات المصاحبة لها ، والتي استمرت حتى يومنا هذا وتغطي جميع مجالات الحياة العامة تقريبًا ، بما في ذلك الدبلوماسية، واليوم تسهم وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول العالم عمومًا في توطيد العلاقات الرمزية والاجتماعية، مما يؤدي إلى وجود تأثير متبادل للأحداث المحلية والبعيدة على بعضها البعض ، والتي تعد سمة مميزة للعالم الحديث ، مما يشير إلى طرق جديدة في العلاقات الدولية و الدبلوماسية ، التي انبثق منها شكل جديد اسمه الدبلوماسية "الرقمية" ، التي تدخل ضمن اطار الدبلوماسية العامة من حيث تعزيز مصالح الدولة من خلال تشكيل صورة إيجابية في الوعي العام  الأجنبي.

الدبلوماسية الرقمية هي شكل من اشكال الدبلوماسية الحديثة ، التي تتم عن طريق الوسائل الإلكترونية لإنشاء ونقل وتبادل المعلومات باستخدام الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتسهم في زيادة تحقيق الأهداف الدبلوماسية ورغم صعوبة المهمة إلا أن على وزارات الخارجية التكيف مع بيئة المعلومات وكثافتها وإدخال تقنيات جديدة في الدبلوماسية  و لحل هذه المشكلة اعتمدت الكثير من  وزارات الخارجية في مختلف البلدان على برامج  جديدة  مناسبة ومتطورة لدبلوماسيتها مثل  " الدبلوماسية الرقمية " في وزارة الخارجية البريطانية  و" فن إدارة الدولة في القرن الحادي والعشرين" في وزارة الخارجية الأمريكية و " السياسة المفتوحة " في كندا ، وفي محتوى برامج الدبلوماسية الإلكترونية على سبيل المثال ، في "فن إدارة الدولة في القرن الحادي والعشرين" الامريكي  يقدم موقع وزارة الخارجية نظرة عامة فقط على هذه الوثيقة وليس نسخة كاملة النص ، حيث تبرز من هذه النسخة  ثمانية مكونات وهي : الدبلوماسية العامة  ، الاتصالات القنصلية ، إدارة المعرفة  ، إدارة المعلومات ، والاستجابات ، والاستجابة للكوارث الطبيعية ، والحرية والانفتاح على الإنترنت ، والموارد الخارجية والتخطيط السياسي، بالإضافة إلى ذلك  تنص مراجعة هذه الوثيقة على أنه من الضروري استكمال أدوات السياسة الخارجية التقليدية بأدوات الإدارة الأكثر إبداعًا التي تحقق أقصى استفادة من تقنيات عالمنا المترابط .

هناك تسميات مختلفة  للدبلوماسية الرقمية مثل دبلوماسية وسائل التواصل الاجتماعي ودبلوماسية الإنترنت وما إلى ذلك  وفيها  تستخدم أنظمة مؤتمرات الفيديو والتفاوض الإلكتروني بشكل متزايد  ، كما لدى بعض  وزارات  الخارجية في بعض البلدان  مواقع رسمية على الإنترنت و حسابات على الشبكات الاجتماعية مثل  Twitter " ، " facebook "، " YouTube " ،  " Flicr " " و في الواقع  يمكن اعتبار الحسابات الرسمية هذه ومواقع الخدمات الدبلوماسية على أنها تمثل البلد في الفضاء الافتراضي  ، كما أن  الدبلوماسية الرقمية من ناحية  تعني أن العديد من الجهات الفاعلة المختلفة تتفاعل مع بعضها البعض من خلال وسائل الاتصال الإلكترونية  في شبكات من مختلف المستويات ، من ناحية أخرى تعمل الدبلوماسية الإلكترونية في بيئة افتراضية جديدة تمامًا  تكون قيمتها الرئيسية هي المعلومات مع مراعاة  تركيبة المشاركين فيها وميزاتهم وقيمهم واهتماماتهم ومجالات نشاطهم .