مشاري الذايدي يكتب:

حسني مبارك إن حكى في «يوتيوب»

الظهور الذي اختاره الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر مؤخراً، نادر ومثير للانتباه.
الرجل الذي دشن أنصاره له قناة خاصة على اليوتيوب بعنوان «أرشيف مبارك» خزانة تاريخية مصرية سياسية لا تقدر بثمن.
الحق يقال إن الصلابة التي يتمتع بها هذا المقاتل المصري الطيار الحربي والسياسي الساداتي فريدة من نوعها... رجل طعن في بحر التسعين من العمر ووهن منه العظم واشتعل الرأس شيباً، لكن قناته لا تلين وعزمه لا يفتر، بعد أهوال مرت به في خريف العمر، من محاكمات و«تجريس» وخطر على الحياة، وأصناف أخرى من المحن ينهد لطرقاتها أقوى الرجال.
جاء الظهور النادر لمبارك (91 عاماً)، بعد أيام من تمهيد نجله الأكبر علاء لإطلالة والده، وذلك عبر تغريدة من حساب الابن على موقع «تويتر»، كما استخدم الحساب نفسه لترويج مقطع الأب عبر قناة، دُشنت الأحد الماضي، جذبت آلاف المشتركين، رغم أنها لا تقدم سوى فيديو واحد حقق أكثر من 430 ألف مشاهدة تقريباً عبر «يوتيوب».
مبارك اعتبر أن حديثه يستهدف تعريف «الشباب بمدى التضحيات، التي قدمها جيل أكتوبر حتى يمحو آثار الهزيمة، وحتى تستعيد القوات المسلحة ثقتها بنفسها، وحتى يستعيد الشعب ثقته بقواته المسلحة»، موضحاً صعوبة الفترة التي أعقبت «نكسة يونيو 1967»، فضلاً عن تجربته في يوم استهداف المطارات المصرية من قبل القوات الإسرائيلية.
ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مبارك خلال الأربعين عاماً الماضية عن حرب أكتوبر، لكنها المرة الأهم له وهو خارج السلطة، وأظن أن رسالته الشخصية منها هو الحفاظ على الإرث الشخصي له في سجل التاريخ الأكتوبري المصري من حسابات السياسة اللحظية وصراعاتها.
وبعد... هذا كله يكشف قوة وقيمة المعلومات والروايات التي يقدمها صناع الأحداث وشهود التاريخ... اكتب قبل أن يُكتب عنك... احكِ قبل أن يُحكى عنك... تلك هي الخلاصة!