هل يُصلح العطار اللبناني ما أفسدته السياسة وثقافة الحكم والمحاصصة، وتسليم القرار السيادي اللبناني لمنظمة تمارس الإرهاب وغسل الأموال من أجل مصلحة دولة أجنبية مدانة هي الأخرى بالإرهاب؟
بعد صمت قارب الأسبوعين، منذ بداية الثورة اللبنانية الشعبية، غضباً من فساد الدولة اللبنانية وضياعها، خرج رئيس الجمهورية، ميشال عون، بخطاب مقتضب مكتوب، وبتسجيل مشغول وممنتج، يخاطب الشارع اللبناني الهائج، بهدف تسكينه وتطمينه، لكن عطارة عون لم تُصلِح دهر السياسة الشوهاء منذ عقود في لبنان.
إذا كانت ورقة الحريري – الذي لم ينل النصيب الأكبر من غضب الشارع، بل ناله صهر عون وخليفتها، جبران باسيل – لم تفلح في تسكين غضب الناس، وهي ورقة مفصّلة وجريئة، فكيف يفلح عون فيما عجز عنه الحريري؟
الرئيس اللبناني، ميشال عون، قال في خطابه الوجيز، إن كل مَن يثبت أنهم اختلسوا أموالاً عامة سيخضعون للمحاسبة، وذلك في أول خطاب له منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية، قبل أكثر من أسبوع.
وأضاف عون أن مكافحة الفساد تتطلب قوانين صارمة، وليس مجرد كلمات، معتبراً خطة الإصلاح التي اقترحها رئيس الوزراء، سعد الحريري، مؤخراً بمثابة الخطوة الأولى نحو إنقاذ لبنان، حسبما صاغت كلامه «بي بي سي».
هل أتى كلام عون متأخراً؟ هل فات القطار ساسة لبنان اليوم؟
ربما كانت مطالب الناس في لبنان فوق الواقع، وخارج إمكانيات ساسة لبنان، ومتجاوزة لقوة النظام الحالي، صحيح، لكن هذا يجب أن يفتح العقل على مسألة أخرى خطيرة، وهي: هل انتهت جمهورية «حزب الله» وأتباعه، ومنهم حزب جبران باسيل، محبوب الشعب الأول…؟!
الشرق الأوسط