فهد ديباجي يكتب:

لبنان دولة مدنية

‏الدولة المدنية هي التي تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع، بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية، وهناك عدة مبادئ ينبغي توافرها في الدولة المدنية أهمها أن تقوم على السلام والتسامح وقبول الآخر، وألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر، وكما أن مبدأ المواطنة شيء أساسي في الدولة المدنية مما يعني أن الفرد لا يُعرف بمهنته أو بدينه أو بإقليمه أو بماله أو بسلطته، وإنما يُعرف تعريفا قانونيا اجتماعيا بأنه مواطن، أي أنه عضو في المجتمع له حقوق وعليه واجبات. وهو يتساوى فيها مع جميع المواطنين.

المتابع عن بُعد للمشهد اللبناني يتوقع أن شعبه يعيش حياة مدنية وفقا للانتخابات التي تطبقها الدولة، لكنه في الواقع يعيش حالة من الطائفية والمحاصصة وتوزيع الولاءات دون حصة للوطن؛ لهذا نجده يمر بمخاض عسير في الوقت الراهن لتصفية الوطن من كل ذلك

 ‏المتابع عن بُعد للمشهد اللبناني يتوقع أن شعبه يعيش حياة مدنية وفقا للانتخابات التي تطبقها الدولة، لكنه في الواقع يعيش حالة من الطائفية والمحاصصة وتوزيع الولاءات دون حصة للوطن؛ لهذا نجده يمر بمخاض عسير في الوقت الراهن لتصفية الوطن من كل ذلك بتكاتف شعبي خالٍ من الولاءات الحزبية والطائفية لإيجاد حلحلة للأزمة أو صيغة توافقية بين الكتل الحزبية والسياسية للمساهمة في إيجاد حل يرضي الشعب، وهو ما يبدو أنه غير مقبول ومرفوض من بعض النخب السياسية والحزبية التي سرقت ثروة الوطن وتريد سرقة ثورة الوطن، وتعمل وتسعى حاليا للالتفاف عليه أو الخلاص منه كما فعلت مع (اتفاق الطائف) ولو بالقوة إذا اضطرت لفعل ذلك كما لمحت، وربما يريدونها فوضى واقتتالا مع الشعب اللبناني الثائر ليكسر كل القيود الطائفية نحو إعلاء صوت الوطن، عبر المطالبة بحكومة تكنوقراط أو حكومة كفاءات لإخراج البلد من حالة الفساد والطائفية والذهاب إلى دولة مدنية، ليبقى الأمر بيد السياسيين للخروج من الطائفية والمحاصصة البعيدة عن الوطنية ومصالح الوطن .

‏يبدو أن الشعب اللبناني فجأة ولد فيه أمل كبير لإزالة تراث طائفي معيب ومشين، عبر من خلال حراكه عن وجع الناس، وأنه عابر للطوائف والمذاهب وخارج عن أجندة السياسيين، ومل تماما من العنصرية والتبعية والفساد والتنازلات التي ذهبت بالشعب نحو انتفاضة وثورة ترفض كل هذه الأوجه، وتزيل الشخوص كلها، بشعار " كلن يعني كلن"، وربما تجعل منهم أعداء للوطن إذا هي حاولت وتجاهلت ووقفت ضد مطالب هذه الثورة الشعبية .

يعمل وسيعمل حزب الله وأعوانه على تخريب الثورة وإفشالها لخلط الأوضاع، وسيقف ضد إرادة الشعب من أجل إبقاء لبنان تحت الوصاية الإيرانية والفساد، وهو ما يؤكد أهمية الوقوف مع ثورة هذا الشعب دوليا وحمايتهم من إيران، وحماية الجيش والأمن اللبناني لكل المواطنين، لأن ما يحدث في لبنان والعراق هي انتفاضة الأحرار (السلمية) نحو التحرير من (الاحتلال) والهيمنة الإيرانية التي عطلت بعض الأوطان العربية، فما يحدث في لبنان والعراق اللذين تحكمهما المليشيات الإيرانية يستحق الشكر والدعم لحماية المكتسبات، لا تمكين هذه المليشيات التي تحاول أن تُفقد الشعبين أبسط مقومات الحياة، وتجعل منهما أكثر البلدان في العالم في الاغتيالات وغسيل الأموال وتجارة المخدرات والفساد.