د. علي الخلاقي يكتب:
وداعاً شيخ خُلاقة الفاضل يحيى محمد قاسم الخلاقي
غادرنا الشيخ يحيى محمد قاسم الخلاقي، بعد عمر طويل تجاوز المائة عام، قضاه في خدمة أهله وناسه وفي الاعتناء بأرضه الزراعية، وفي مرضاة الله تعالى، مداوماً على الفروض الخمسة في مسجد الطلح(جامع خلاقة) المجاور لبيته حتى أيامه الأخيرة قبل أن يتعرض لحالة مرضية نزل بسببها إلى عدن لتلقي العلاج فلقي ربه راضياً مرضياً يوم 19 اكتوبر الجاري .
أعرف العم يحيى، كما كنا نحب أن نخاطبه، منذ طفولتنا المبكرة وهو ذلك الإنسان البسيط الذي يمارس حياته الطبيعية في الاعتناء بأرضه التي يرعاها ويحرثها ويزرعها ويحصدها بنفسه مثله مثل بقية المواطنين..فقد عُرف بتواضعه وحسن أخلاقه، وقضى معظم عمره في حل مشاكل أهله بحكم مكانته كشيخ لخلاقة يشاركهم أفراحهم وأتراحهم ويعيش همومهم ويكرس وقته وجهده للحفاظ على تآلف أهله، وكان يمثل مع قاضي خُلاقة الشيخ حسن محمد علي الخلاقي ثنائياً متجانساً، تجدهما معاً عند معالجة أية قضية أو مشكلة قد تحدث هنا وهناك، ليس فقط في داخل خلاقة، ولكن أيضاً في مناطق الحد ويافع عامة، حين يُطلب منهما ذلك، لسداد رأيهما ووقوفهما مع الحق وأهله.
كانت تربط والدي الحاج صالح عبدالرب يحيى بن سكران الخلاقي بصديقه الشيخ يحيى محمد علاقة حميمة مع منذ طفولتهما، وفي شبابهما غادرا إلى المهجر الهندي سوية مع الحرب العالمية الثانية، ومن الهند انتقلا إلى قطر، ثم استقر بهما الحال في الوطن منذ ما قبل الاستقلال بسنوات، وانشغلا بزراعة الأرض، ومارس الشيخ يحيى دوره كشيخ لخلاقة بكل اخلاص يعاونه أعيان خلاقة الذين كانوا خير سند له خاصة في ظل غياب مؤسسات الدولة.
وكان الشيخ يحيى يتمتع بروح وطنية فياضة، ويتابع تطورات الأحداث أولا بأول، وحينما كنت التقيه في زياراتي المتفاوتة إلى مسقط رأسي، كان يناقشني في كثير من الأمور ويطرح آراءه إزاء تلك الأحداث، خاصة منذ حرب 1994م وما تلاها من غليان شعبي جنوبي تطور إلى ثورة سلمية مع انطلاقة الحراك الجنوبي عام 2007م. ورغم كبر سنه، إلا أنه كان متفاعلاً مع الأحداث الوطنية ومناصراً لقضية شعبنا وحقه في الحرية والاستقلال من الاحتلال الشمالي الذي انقلب على الوحدة، وأذكر كيف تجاوب مع دعوة صديقه الحميم الشيخ عبدالرب أحمد النقيب الذي كان سباقاً في الانضمام للحراك الجنوبي عام 2009م، وكان من أوائل من لبى الدعوة وذهب بموكب من أبناء خلاقة إلى بيت الشيخ النقيب معلنين الانضمام إلى الحراك الجنوبي، الذي سرعان ما تحول إلى قوة جماهيرية وثورة شعبية عارمة على امتداد الجنوب تطالب بالاستقلال واستعادة الدولة، وكانت تلك بداية النهاية التي أدت إلى سقوط نظام عفاش.
وفي خطوه هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الحراك الجنوبي عام 2007 قامت قيادة الحراك الجنوبي في منطقة خلاقة بمديرية الحد يافع بتحويل مقر ما كان يعرف بـ" التعاونية الاستهلاكية " و"المركز الثقافي " إلى مقرات للحراك الجنوبي، تم ذلك في مهرجان كبير وعرض رمزي للمقاومة الجنوبية في يناير 2014م حضرته قيادات الحراك الجنوبي من مديريات يافع الثمان يتقدمهم القيادي الميداني العميد الركن محمد صالح طماح. وعدد كبير من قيادات القبلية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية والمدنية في يافع والجنوب.
وظل شيخنا الفاضل يحيى محمد الخلاقي حتى آخر أيامه يحلم بإشراقة الأمل الذي طالما انتظره وناضل من أجله من موقعه..كما ظل يؤدي دوره الاجتماعي كمصلح اجتماعي وشيخ لخلاقة دون كلل أو ملل، وكان بمثابة الأب للجميع، ولهذا حظي بحبهم وتقديرهم..
نقول وداعاً.. شيخنا الفاضل...ونسأل الله تعالى أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك في جنات الخلد..
ونبارك لنجلك الخلوق الشيخ عبدالله يحيى محمد قاسم الخلاقي، الذي تم تنصيبه شيخاً يوم الجمعة الماضي شيخاً لخلاقة، نتمنى له التوفيق والسداد وأن يقتفي سيرة والده الحسنة ويكون خير خلف لخير سلف..
د.علي صالح الخلاقي
أعرف العم يحيى، كما كنا نحب أن نخاطبه، منذ طفولتنا المبكرة وهو ذلك الإنسان البسيط الذي يمارس حياته الطبيعية في الاعتناء بأرضه التي يرعاها ويحرثها ويزرعها ويحصدها بنفسه مثله مثل بقية المواطنين..فقد عُرف بتواضعه وحسن أخلاقه، وقضى معظم عمره في حل مشاكل أهله بحكم مكانته كشيخ لخلاقة يشاركهم أفراحهم وأتراحهم ويعيش همومهم ويكرس وقته وجهده للحفاظ على تآلف أهله، وكان يمثل مع قاضي خُلاقة الشيخ حسن محمد علي الخلاقي ثنائياً متجانساً، تجدهما معاً عند معالجة أية قضية أو مشكلة قد تحدث هنا وهناك، ليس فقط في داخل خلاقة، ولكن أيضاً في مناطق الحد ويافع عامة، حين يُطلب منهما ذلك، لسداد رأيهما ووقوفهما مع الحق وأهله.
كانت تربط والدي الحاج صالح عبدالرب يحيى بن سكران الخلاقي بصديقه الشيخ يحيى محمد علاقة حميمة مع منذ طفولتهما، وفي شبابهما غادرا إلى المهجر الهندي سوية مع الحرب العالمية الثانية، ومن الهند انتقلا إلى قطر، ثم استقر بهما الحال في الوطن منذ ما قبل الاستقلال بسنوات، وانشغلا بزراعة الأرض، ومارس الشيخ يحيى دوره كشيخ لخلاقة بكل اخلاص يعاونه أعيان خلاقة الذين كانوا خير سند له خاصة في ظل غياب مؤسسات الدولة.
وكان الشيخ يحيى يتمتع بروح وطنية فياضة، ويتابع تطورات الأحداث أولا بأول، وحينما كنت التقيه في زياراتي المتفاوتة إلى مسقط رأسي، كان يناقشني في كثير من الأمور ويطرح آراءه إزاء تلك الأحداث، خاصة منذ حرب 1994م وما تلاها من غليان شعبي جنوبي تطور إلى ثورة سلمية مع انطلاقة الحراك الجنوبي عام 2007م. ورغم كبر سنه، إلا أنه كان متفاعلاً مع الأحداث الوطنية ومناصراً لقضية شعبنا وحقه في الحرية والاستقلال من الاحتلال الشمالي الذي انقلب على الوحدة، وأذكر كيف تجاوب مع دعوة صديقه الحميم الشيخ عبدالرب أحمد النقيب الذي كان سباقاً في الانضمام للحراك الجنوبي عام 2009م، وكان من أوائل من لبى الدعوة وذهب بموكب من أبناء خلاقة إلى بيت الشيخ النقيب معلنين الانضمام إلى الحراك الجنوبي، الذي سرعان ما تحول إلى قوة جماهيرية وثورة شعبية عارمة على امتداد الجنوب تطالب بالاستقلال واستعادة الدولة، وكانت تلك بداية النهاية التي أدت إلى سقوط نظام عفاش.
وفي خطوه هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الحراك الجنوبي عام 2007 قامت قيادة الحراك الجنوبي في منطقة خلاقة بمديرية الحد يافع بتحويل مقر ما كان يعرف بـ" التعاونية الاستهلاكية " و"المركز الثقافي " إلى مقرات للحراك الجنوبي، تم ذلك في مهرجان كبير وعرض رمزي للمقاومة الجنوبية في يناير 2014م حضرته قيادات الحراك الجنوبي من مديريات يافع الثمان يتقدمهم القيادي الميداني العميد الركن محمد صالح طماح. وعدد كبير من قيادات القبلية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية والمدنية في يافع والجنوب.
وظل شيخنا الفاضل يحيى محمد الخلاقي حتى آخر أيامه يحلم بإشراقة الأمل الذي طالما انتظره وناضل من أجله من موقعه..كما ظل يؤدي دوره الاجتماعي كمصلح اجتماعي وشيخ لخلاقة دون كلل أو ملل، وكان بمثابة الأب للجميع، ولهذا حظي بحبهم وتقديرهم..
نقول وداعاً.. شيخنا الفاضل...ونسأل الله تعالى أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك في جنات الخلد..
ونبارك لنجلك الخلوق الشيخ عبدالله يحيى محمد قاسم الخلاقي، الذي تم تنصيبه شيخاً يوم الجمعة الماضي شيخاً لخلاقة، نتمنى له التوفيق والسداد وأن يقتفي سيرة والده الحسنة ويكون خير خلف لخير سلف..
د.علي صالح الخلاقي