د. سعيد الجريري يكتب:
حضرموت.. وسلطة لصوص الثروة
أغلبهم في السلطة مستمتع بلهط ما استطاع من الثروة. لا، بل أغلبهم في السلطات المتعاقبة، يسرق ويسترزق من الثروات المتعاقبة، بلا معاقبة، وكل ذلك باسم حضرموت. وإذا نظرت إلى ذمته المالية وجدته فاسداً مفسداً، وإذا فتشت عما قدمه لحضرموت مقارنة بما قدمه لمنتهكي حقوقها ومنتهبيها لوجدته في طليعة المستبيحين وجودها وحقوقها، لا يعنيه من أمر بسطائها عانٍ، ولا يرى حضرموت إلا من زاوية واحدة: السلطة والثروة.
لذلك ليس مستغرباً أن يجتمع أمثالهم، على (شبق) الثروة والسلطة، فهم مهووسون بهما، ولا شغل لهم ولا مشغلة إلا السلطة والثروة، ولا يريدون حضرموت كما يريدها المواطن المنتهكة حقوقه في ظل وجودهم المزمن في سلطات جائرة متعاقبة. فحضرموت لا تعني لأغلبهم، ولا أقول كلهم، شيئاً غير استزادة ثروته، وضمان بقائه في السلطة إلى آخر نفَس.
أما بعد أن يضمن كل منهم نصيبه من الثروة والسلطة فلتذهب حضرموت إلى أي جحيم تريد، ولا يخطر في بال أيّ منهم سؤال عن أحوال من ضحوا بأرواحهم في سبيل تحرير البلاد من هيمنة نظام 7 يوليو الذي يريدون، بكل بجاحة، إقليماً معه، ولا يسألون أنفسهم كيف تعيش وماذا تأكل أسر أولئك الأبطال الذين ارتقت أرواحهم من أجل الحرية، وهل يعمل أبناؤهم وأولادهم، وهل يذهب بنوهم وبناتهم إلى المدارس، وكيف يتصرفون إذا مرض أحد أفراد الأسرة؟
لا يسألون عن ذلك وغيره، لكنهم يتبادلون الأحاديث الجانبية، وهم ينخذون أسنانهم، عن الأراضي والعقارات والفلل التي امتلكوها باطلاً، وعن الشركات، و الملايين بالريال السعودي، وعن أفضل أماكن فرص استثمار المال الحرام الذي بأيديهم الملطخة بقهر من ساهموا في إفقارهم وإذلالهم، ثم يريدون إعادتهم إلى مربع الفساد الأول، بخطاب متهافت عن الثروة والسلطة اللتين لا تعنيان سوى ثروتهم هم وسلطتهم هم، وكله باسم حضرموت التي أساؤوا إليها بما فسدوا، ومازالوا يفسدون..
* قبيل إعلان الوحدة كان البعض بموقف معلن، إذ كان الأكثرون معها، والآن عندما أصبح الأكثرون ضداً بما عانوا، صار داعية إلى الوحدة بما نال من سلطة وثروة في زمن ازداد فيه الفقراء فقراً، ولله في خلقه شؤون!