د. علوي عمر بن فريد يكتب:

شمعة في الظلام !ّ!

قال خالد الرويشان :
ليس عيبا أن نخاف على الجنوب وعلى ثرواته؟
ليس عيبا أن نخاف من الانفصال !!
فأكثر من 6 مليون يمني يعملون بالجنوب كيف سيكون مصيرهم؟
الغاز بشبوة والبترول والذهب بحضرموت وأهم الموانئ العالمية والثروة السمكية بالجنوب و 90 % من إيرادات الدولة من الجنوب
فهل تعي المملكة خطورة التقسيم؟
ونحن نقول لخالد الرويشان:
إذا كان هذا تفكيرك ومنظورك الدوني الفج ..وأنت محسوب من النخب الشمالية فماذا سيكون منظور وتفكير العامة والغوغاء من الشماليين ؟؟؟
في الماضي كان لدينا حلم الوحدة العربية وبنينا لها قصورا في مخيلتنا، و كانت مدننا وأحلامنا لا أسوار لها و لا حدود لها ولا حرس ولا جوازات ولا تأشيرات كنتم تدخلون الجنوب ولا تخرجون ومنكم حواة ابن علوان وعمال الدكة والقهاوي والمطاعم وخدم البيوت ، وأهل " دحيداح" من تهامه كل هؤلاء ... تسللوا إلينا بلا رقابة كالسيل الجارف وأخذوا ينهشون مواردنا و يصادرون أحلامنا ويسرقوها في حقائبهم دون أن يستوقفهم أحد ،وتسلل الكوليه عن طريق القوميين السذج إلى مراكز القرار وأصبحوا في عداد المثقفين والمنظرين وعندما أصبحوا في مراكز القيادة ... سرقوا أحلامنا وأفراحنا وذكرياتنا وخلفوا لنا مدنا مليئة بالفراغ المخيف والأشباح والقمع والدماء والاغتيالات والذهول والكثير من الألم ونشروا الفتن وأشعلوا الحرائق في الجسد الجنوبي وأصبح الحزن يسكن ليالينا المظلمة وجدران بيوتنا ويجري بين طرقاتها حلمنا المسكوب،وبعد فوات الأوان أدركنا ونحن في قمة الألم أننا كنا فريسة سهلة وغبية لسارقي الأحلام الجميلة فيموت الحلم على عتبات الأبواب... أصبحنا فريسة سهلة وغبية ونسأل أنفسنا : من ألقى القبض على أحلامنا؟ من وضع القيود في أعناقها ؟
من أعطى نفسه الحق في إصدار الحكم بإعدامها؟ أصبحنا نسأل لماذا فتحنا لهم أبواب أحلامنا؟ ولماذا استقبلناهم ؟
هل تريد أن تعرف يارويشان ؟؟
ماذا سرق منا سارقو الأحلام...؟؟ الذين زارونا ذات لحظة رائعة ونشوة عارمة واستعمرونا باسم الوحدة ونحن غارقون في أحلامنا الجميلة وأصبحوا كابوسا مرعبا يزوروننا في اليقظة والمنام تحت شعار (الوحدة أو الموت ) موتنا نحن والبقاء على حياتهم وحدهم !!
والسؤال هو هل هذا ما تريده يا رويشان اليوم والى الأبد !!؟؟؟؟


يقول ابن خلدون:
لا تولوا أبناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء وشؤون العامة ،لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب ،اجتهدوا في ظلم الأبرياء وأبناء الشرفاء وإذلالهم بشكل متعمد نظرا لشعورهم المستمر بعقدة النقص الدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم!!

وهذا الخطأ الجسيم الذي وقع فيه" الحزب الاشتراكي " عندما تولى زمام أمر البلاد فجلب للجنوب المتردية والنطيحة وما أكل السبع ..وكل سقط متاع وعابرسبيل و كما وصفهم ابن خلدون فقادوا الجنوب إلى التهلكة وكلنا يعرف مثالبهم وسقطاتهم عندما دمروا الجنوب واغتالوا خيرة رجاله وعلمائه ونخبه ومفكريه ثم ساقوه إلى باب اليمن قسرا ولا زال يصارع للخروج من هذا الباب الموصد حتى اليوم

يقولونها علنا لكننا لا نقرأ

سنجعلهم يسرقون أموال شعوبهم ليودعوها في بنوكنا ، ثم نعيد إقراض شعوبهم من أموالهم ، ولا يقتضي الأمر سوى وزير مال من جنودنا .
جاكوب روتشيلد
ملياردير يهودي ساهم في تأسيس إسرائيل
ونحن نقول:

نعم نحن شعب لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم هذا هو حالنا اليوم
العقول الفارغة تزحف تحت أقدام أعدائها، إنما القراءة تنتج العقول المستنيرة، عندئذ يتمدد لديها فكر الإبداع العلمي أو الأدبي بكافة فروع المعرفة العلمية، وإذا ما كان العقل فارغا فانه عبء على غيره ولا يفيد نفسه، هكذا الشعب غير المهتم بالقراءة
وإذا كان الشعب يقرأ ولا يفهم ما يقرأ كان كالأصم الذي يرى ولا يسمع ما يقال له، أي جسدٌ وروحٌ يستهلك ولا يفيد غيره، لذا فان الأمم لا حياة لها إلا بالقراءة وفهم الذي يتم قراءتهُ حتى يستقر العقل على مضامين المعارف وينساب في مسالك الإبداع المفيد، بشرط إن يكون في محيط من حرية الرأي، وليس في محيط العرب المقهورين!!.


يقولون

لا تخسر أحدا في نقاش سياسي ، اللعبة قذرة ، أنت وهو لن تغيرا شيئا، والقرار بيد آخرين ، إذا ما اتفقوا لن يهتموا لرأيك ورأيه ، حافظ على أصدقائك ،هم أقرب ممن تدافع عنهم
الأديب الفرنسي بول فاليري قال:

الحرب مجزرة بين أناس لا يعرف بعضهم بعضا من أجل أناس لا يعرف بعضهم بعضا ،من أجل أناس يعرف بعضهم بعضا لكنهم لا يقتتلون
ونحن نقول:
لقد خسرنا نحن الجنوبيون بلادنا .. بسبب خلافاتنا وتشرذمنا عشرات المرات بسبب قصر نظرنا وأنانيتنا وفضلنا أن نكون مطية كالدواب تحمل الآخرين على ظهورها من أن تتصالح مع أهلها ..أحزابنا مرتهنة لا تملك قرارها ..نخبنا مسيسة ومبرمجة لا تملك من أمرها شيئا والعامة منا غوغائية تغلبها العاطفة والحماسة والانفعال .. والمثل الشعبي يقول :" كفر صراحي ولا دين مخشخش" "
ونسأل الله أن يجعل لنا من أمرنا رشدا .
د.علوي عمر بن فريد