توفيق جزوليت يكتب:

«حزب الله اللبناني».. أداة ايران في المنطقة

حزب الله بقيادة نصر الله هو الأداة  التي تساهم في سياسة إيران التوسعية  في اليمن و لبنان و العراق 
 لا يختلف اثنان أن إيران تعمل بكل قواها على استغلال الأقليةالشيعيةفي العالم العربي، بما في  ذلك دول الخليج ، بهدف  قلب موازين القوى، و السيطرة على الحكم، و  هذا ما  حصل في اليمن ، إذ انقلبت الأقلية الحوثية على شرعيةالرئيس هادي في اليمن مما اضطره إلى الفرار و  أصبح شمال اليمن  تحت رحمة و حكم الحوتي المدعوم إيديولوجيا و استراتيجيا من   قبل طهران
كسب حزب الله شعبية واسعة في العالم العربي حينما تمكنت المقاومة من   تحقيق انتصارات ميدانية  ضد الاحتلال الصهيوني  لمناطق في  جنوب لبنان، بل تمكنت تلك المقاومة من طرد القوات الإسرائيلية من الجنوب خلال التسعينات من القرن المنصرم، غير أن ذلك الإنتصار  استثمره  حزب الله لتطبيق النهج الشيعي الإيراني التوسعي الذي يدعو الى تشييع العرب السنة ،بل و  حثهم على معارضة الأنظمة العربية، من خلال  استقطابهم، و تشييعهم ، و دعمهم بجميع الإمكانات المتاحة لهم لقلب الأنظمة ، 
في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم حينما اكتشف جهاز المخابرات المغربية  ضلوع السفارة الإيرانية في مؤامرة ضد المغرب مما  حذا بالمرحوم الملك الحسن الثاني إلى قطع العلاقات الديبلوماسية مع طهران، و تكررت نفس المؤامرة ، بعد عودة العلاقات الديبلوماسية  من  جديد مما أثار حفيظة العاهل المغربي الملك  محمد السادس ، و تم للمرة الثانية قطع العلاقات الديبلوماسية مع طهران منذ  بضعة سنين فقط.
حزب الله اللبناني هو الذراع المنفذ لسياسة طهران التوسعية و التخريبة، و يتجلى هذا بشكل واضح في دعم الحوثي الذي يشكل  أقلية في اليمن، و الذي استطاع أن يستولي على الحكم في صنعاء بدعم لوجستيكي إيراني ، و إشراف  من  حزب الله
ناهيك عن دور حزب الله في لبنان تحت غطاء المقاومة،و أضحى هذا الأخير يشكل قوة  مؤثرة في السياسة الداخلية اللبنانية، إ ن لم يكن دولة داخل الدولة اللبنانية يسير على خط إيران، و يعلن من خلال أمينه العام تبعيته لطهران ،و حاليا يتعرض لانتقادات لاذعة و رفض له من قبل الحراك اللبناني ، 
كما أن سيطرة الحوثي على مقاليد الحكم في اليمن تقلصت ، لولا نجاح القوات اليمنية الجنوبية  في القضاء على الوجود العسكري للحوثي في المحافظات الجنوبية، لسيطرت إيران على الموانئ والمواقع الإستراتيجة في  جنوب اليمن، لتكون بذلك موطئ قدم يهدد أمن و مصالح دول الخليج .
إن  النظام المناطقي و القبلي في اليمن ، والطائفي في لبنان و العراق، و عدم إعطاء الحقوق للأقليات الشيعية، و انعدام الديموقراطية ، و  احترام  حقوق الإنسان و الأقليات ، كان هو السبب و المدخل الذي لجأ إليه حكام طهران لخلق  انعدام الاستقرار السياسي تارة،و  فرض الأمر الواقع من خلال السيطرة على القرار السياسي تارة أخرى في بلدان عربية ابتداء باليمن الشمالي ، و مرورا بلبنان و نهاية بالعراق.