توفيق جزوليت يكتب:
عدن الجريحة: إلى أي مدى يطول صبرك؟
أصوات من عدن المنكوبة تضع المجلس الإنتقالي الجنوبي أمام الأمر الواقع، و أخرى تنتقده
يطل رمضان المبارك، شهر الغفران و الرحمة على العاصمة عدن في ظل غلاءفاحش ،وانقطاع رواتب ،وانقطاع كهرباء وأزمة مياه ،و تقطع وقود السيرات، وانتشار الفساد، و مما يزيد الطين بلة تحطيم البنية التحتية، أو ما تبقى منها.مأساة إنسانية لم تعرفها عدن من قبل في ظل : -حكومة الشرعية الفاسدة -والتحالف العربي المتعالي الذي تقوده السعودية -والمجلس الانتقالي الجنوبي المحاصر من الجهتين الأولى والثانية ، و لا أدل على ذلك غياب الإنتقالي في التعامل مع نكبة عدن.
لعلني في هاته الظروف المأساوية التي يمر منها أهل عدن الصامدين أود أن أعيد إلى ذاكرة قيادة الانتقالي التي منحتها غالبية الجنوبيين التفويض، بهدف استعادة الدولة في الجنوب و بالتحديد في المحافظات الجنوبية الستة
فماذا يعني التفويض؟ و كيف يمكن لهذا التفويض أن يظل قويا و متماسكا؟ بكل بساطة التفويض يعني حقوق و واجبات، بمعنى ان الجماهير الجنوبية من واجباتها دعم مسيرة الانتقالي التحررية، و من حقوقها أن يقوم الانتقالي بمعالجة الحد الأدني من تطلعات الشعب على الصعيدين الخدماتي و الأمني،على الرغم من الصعوبات التي تواجهه
يبدو لي أن انتكاسة عدن في غياب موقف يعيد الإعتبار و الطمأنينة الى العدنيين ، كان و لا يزال له ردود فعل سلبية ارتقى بعضها إلى انتقادات لاذعة .
على قيادة الانتقالي ، أن تقوم بنقد ذاتي و إعادة صياغة أسلوب جديد في التعامل مع الجماهير التي فوضتها مصيرها الخدماتي و الأمني و لو كان ذلك في تحقيق الحد الأدنى من تطلعات الجنوبيين .