خالد بحاح يكتب:
تنافُس القوى القديم في عصر جديد
إيقاع عالم اليوم متسارع، والمتغيرات فيه مستمرة وفي تطور دائم، ومن الأهمية الكبيرة مواكبة هذا المعطيات وفهمها بصورة صحيحة مبنية على الدراسات والبحوث المتجددة.
فالفهم يعد قاعدة صلبة لاتخاذ القرارات وتحديد اتجاهات السير والعمل..
مركز الإمارات للسياسات، وبالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة وتحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ينظم "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس" والذي سعدت بدعوتهم الكريمة لي لحضوره، حيث ينعقد هذا العام في الفترة ما بين 9 و11 نوفمبر 2019 في أبوظبي، بعنوان "تنافُس القوى القديم في عصر جديد" ومشاركة نخبة واسعة ومتنوعة من السياسيّين وصانعي السياسات والخبراء البارزين.
يركز الملتقى هذا العام على محورَين رئيسين ومترابطين، بحيث يُخصَّص لكل محور يوم كامل..
يتناول المحور/اليوم الأول خريطة القدرات والقوة العالمية؛ حيث تتناول الجلسة الأولى خريطة العالم العسكرية، من خلال التركيز على التوزع العالمي للقوة العسكرية وأثر التكنولوجيا في بناء وتوزع القوة العسكرية.
وتناقش الجلسة الثانية خريطة العالم الجيو-مالية، وأثر سياسات التجارة والاستثمار والنقد والموارد في تحديد هذه الخريطة وصوغ التنافس المالي الدولي.
أما الجلسة الثالثة فتسلط الضوء على خريطة العالم الجيو-تقنية من خلال استكشاف دور التكنولوجيات الجديدة، وتحديداً الذكاء الصناعي والقدرات السيبرانية، في إعادة تشكيل النظام العالمي.
وتبحث الجلسة الرابعة خريطة الطاقة في العالم، من خلال التركيز على التحليل الجيوسياسي للطاقة، والبحث في التنافس على الطاقة والطاقة المتجددة في العالم، أما الجلسة الخامسة ضمن هذا المحور ستركز على سياسات الإمارات في العصر الجديد، وتحديداً لحيازة قدرات الذكاء الصناعي وصناعة الفضاء.
وخَصَّص الملتقى المحورَ/اليومَ الثاني لاستكشاف خريطة القوة في منطقة الشرق الأوسط، بحيث تبحث الجلسة السادسة توزع القوة في الشرق الأوسط.
وتتناول الجلسة السابعة إمكانات وقيود القوة في منطقة الخليج، في حين تناقش الجلسة الثامنة ما تسمى "صفقة القرن" ودورها في إعادة صياغة الترتيبات السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط.
أما الجلسة التاسعة فتستكشف "اللعبة الإقليمية"، من خلال تحليل التنافس على النفوذ والهيمنة والقيادة في المنطقة بين ثلاث قوى إقليمية، هي: إيران وتركيا وإسرائيل، في حين أن الجلسة العاشرة والأخيرة تتناول أدوار ثلاث قوى، هي: مصر والعراق وسوريا، في الترتيبات الجيوسياسية الجديدة في المنطقة.
كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الملتقيات والمؤتمرات النوعية أكثر من غيرها في بلداننا العربية، فهي تسهم في تزويدنا بالفهم الصحيح للمتغيرات من حولنا، وتضعنا أمام صورة واضحة ومختلفة لخارطة العالم اليوم.