المفرغة لأبين بعبود

شحنات الادوية.. إلى أين يؤول مصيرها ؟؟!!

بمستشفى عبود العسكري الواقع بعدن وتحديداً بمديرية خور مكسر كثيراً ما تأتي شحنات طبية من ادوية مختلفة ومن النادر جداً أن تذهب لمستحقيها .

ومؤخراً وصلت للمستشفى العسكري بعبود شحنة أدوية قيل أنها مخصصة لأبناء أبين وهيهات أن يحصل على حاجته هذا المريض أو ذاك رغم استحقاقه بل من المؤكد انها ستذهب هبات وأعطيات وترضيات ومواصلات وكل حسب درجته ومكانته من رأس الهرم الكبير إلى قاعدته فلا يبقى للمريض من العلاج إلا اسمه الذي يتم الاسترزاق به و منه .

وطبعاً الصدفة وحدها قد تكشف لك ما يدور هناك حينما يحدثك أحد العاملين أو الموظفين بالمشفى .

والذاهب الى هناك سيدب اليأس الى نفسه ، فالمكان قد يبدو للناظر خاوياً على عروشه لكنك قد تجد من يؤكد وجود علاجات .

ومع ذلك سيعود الذاهب بخفي حنين لأن هناك من الاخوة من لا يريد أن يعرف الناس بالأمر وان يظل الخبر طي الكتمان .

مشينا بضع خطوات ودب جدل وتبادل اتهامات عن توصيات من فلان وعلان و...

عقب خطوات قطعناها في طريق العودة شاهدنا سيارة تهم بالدخول ليغيب ثلاثة ارباعها في المستودع الخاص بالادوية وما يبقى منها الامكان جلوس السائق ورفيقه حقيقة كانت المرة الاولى في حياتي ارى فيه مثل هذا الابتكار والتقنيات المتميزة .

تابعنا السير التقينا اخوات اتجهن لطبيب بغية الحصول على روشته للعلاج اختفين وعدنا ببضع اشرطة داونيل فقط وكأن المستودع برمته ليس فيه غير اشرطة الداونيل .
نظر الطبيب الذي كتب العلاج وقال لهن احمدن الله أن خرجتوا بالحاصل وعد ذلك انجازاً ومغنماً .

مارأيكم ايها السادة الا تعد هذه مأساة حقيقية حينما تنعدم الانسانية ويغدو كل شيء متجرداً من ذاته طمعاً في ارباح دنيوية فانية ونسيان نعمة العافية التي اسبغها الله عليهم وكأنهم قد ضمنوا العافية وغدوا في حرز وحصن حصين من المرض .
أحد الاشخاص صاح محتجاً لكن من يسمع له ومن يأبه لكلامه .

وقال ان الحراسات ينبغي أن تقوم بواجبها وتؤدي مهمتها وتستشعر مسؤوليتها ، ولكن الاندفاع قد انساه أن الحارس عبداً للمأمور وليس بيده شيئا ً .
وحينما اتضح له الأمر تمنى أن تعطى صلاحيات للحراسات بتفتيش مستلزمات الخروج للحد من عمليات الاستنزاف للعلاجات التي تتجه للصيدليات الخاصة بأثمان بخسة .

وهنا السؤال الذي يفرض نفسه ترى
إلى أين تذهب الأدوية المنقولة من المستودعات والمحسوبة على محافظة ابين او غيرها ؟؟!! فهل تذهب فعلاً للمستحقين من أبناء المديريات وإن ضلت طريقها فمن المسؤول عن ذلك ؟؟!
وهل من محاسبة جدية أم سيتم الاكتفاء بأنها في رغبة القائمين عليها وسيغض الطرف عنها ؟؟!!.

ما رأي الدكتور الخضر المدير الحالي للمستشفى الذي نتعشم فيه الخير للحد من الظاهرة المؤسفة وأن نلمس عهداً من الضبط والربط والتحسن الملحوظ للخدمات الطبية .

وهذا غيض من فيض والحال نفسه تجده في كثير من المستشفيات كالجمهورية والمجمعات الحكومية وما احد احسن من حد وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ليس للجنان ولكن لجني الأرباح ...
فأنت قد ترى بأم عينك عمليات الافراغ للادوية او قد تسمع عن وصولها ومع ذلك لم ولن يصرف لك منه مهما كانت حاجتك فأنت تعجب كيف تأتي وتختفي بغمضة عين وما من حسيب او رقيب وكما يقولون المال السائب يعلم السرقة اضف اليه انعدام الضمير من قبل القائمين على الامر .

في الاخير نقول ونذكر دوماً أن العافية تاج على رؤوس الاصحاء فليحمد الله كل من أوكلت إليه أمانة وليتق الله ولا يأمن مكر الله إلا القوم الظالمين.

وتحياتي لكل من وعى واتقى وعمل بالحسنى والصلاة والسلام على المصطفى.

عفاف سالم