علي ثابت القضيبي يكتب:

تفخيخ إتفاق جدّه .. !

١// تلكّأت السلطة الشّرعية كثيراً في توقيع إتفاق جده ، وهذا تَبَدّى جلياً في تأجيل موعد التّوقيع مراراً ، وتخلّلَ ذلك تصريحاتٍ ناريةٍ بالضد للإتفاق من فاعلين في الشّرعية – محسن / العليمي أنموذجاً – ومؤخراً تمّ التوقيع علي مضَضٍ .. الٱن عاد التّلكؤ عند بدء التطبيق الفعلي للمراحل الأولى من الإتفاق ، سواءً في ميعاد نزول الحكومة الى عدن ، والى بنود المرحلة الثانية المتعلقة بالتعيينات وعودة القوات الى ماقبل أغسطس وكذلك سحب الأسلحة الثقيلة ! كلٌ هذا ونحن في بداية مراحل الإتفاق ! 

 

  ٢// لم تَغِب عن عين المتابع حالة التّململ والوجوم الذي طبعَ وجوه كثيرين من الشرعية خلال المباحثات ، وهذا عند خروج تسريبات عن بعض مايدور في هذه المباحثات ، أو عند الإعلان النهائي لما تمخّضت عنهُ ، فقد كان واضحاً أنّ الإتفاق قد قصقصَ ريش ومخالب أطرافٍ عدّه في الشّرعية ، تحديداً ممّن دَرَجوا على ممارسة العبث الفاضح وبكل صنوفهِ في البلاد .. أي أنّ ثمّة ملفاتٍ ساخنةٍ قد وضعها المفاوض الإنتقالي على الطاولة هناك . 

 

  ٣// اليوم يظهرُ جلياً وبكل صلف ايضاً ، أنّ هذه السلطة الشرعية ، أو أطرافاً فاعلة فيها تُصرٌ على أن تقول لنا : تباحثوا وتشاوروا وأتّفقوا كما شئتم ، لكن نحنُ سنفعل كما نشاء ! وهؤلاء يجيئون اليوم بأسماءٍ – لاداعي لذكر أسماء – في اللجنة العسكرية مِن أسماءٍ ذاعَ وثَبُت عنها إرتباطها الوثيق بالإرهاب والجريمة في الجنوب ! وهذا مقرفٌ ومقزز ، كما ويأتي من قبيل النكاية بالٱخر ، بل ولتفجير الإتفاق وتشظيتهِ شذراً مذراً ، مع أنّ من نصوص الإتفاق عدم إشراك أي أطراف لها صلة بالأحداث ، وهذا مالم ينتبه اليه أخوتنا رُعاة الإتفاق كما يبدو ..

 

  ٤// لاأدري هنا مدى صِلة فخامة الرئيس – وهو واجهة السلطة الشرعية – بوجود أسماء ضالعةٍ في الإرهاب والجريمة في قوام اللجنة العسكرية للشرعية ؟! لأنّهُ إذا كان لايدري فهي مصيبةٌ ، أما إذا كان يدري ويوافق على وجودها فالمصيبة أعظم ! وهذا يُظهرُ وبكل جلاءٍ أنّ فخامته محضُ خيال ظل حقاً ، وأنّ الفاعلين والمُتحكمين بالسلطة هنا هم أطرافاً يعرفهم الشارع جيداً ، وحتى الخارج يعرف حقيقة كِنَتهم وتبعيتهم المفضوحة لدولٍ لاترومُ الخير للمنطقة كلها .

 

  ٥// بالقطع لانريد إستباق الأحداث ، أو أن نتوهّم رجماً بالغيب ، ولكن المنطق يُفيدنا بأنّ النتائج هي رهناً بالمقدمات دائماً ، وما بدأ بمقدمات العبث والنوايا السيئة ، بالقطعِ سينتهي بمأالاتٍ سوداويةٍ بل ووخيمة ايضاً .. وهذا ما نُحبٌ أن نلفت اليه إنتباه أشقّائنا في المملكة السعودية رُعاة هذا الإتفاق وأخوتنا في التحالف ، خصوصاً وقد ثَبت لهم أنّ ديدن هذه السلطة هو الأداء بوسائل العبث ومنهاجهِ ، كما وهي لاتريد لهذا الشعب الخروج من المستنقعات الٱسنة التي يخوضُ ويتمرغُ في أوحالها اليوم .. أليس كذلك ؟! 

 

علي ثابت القضيبي

الخيسه / البريقه / عدن .