صلاح السقلدي يكتب:

ماذا لو تصالح الخليجيون مع قطر؟

أردوغان والمنتخب السعودي في الدوحة...طحنون بن زائد في مسقط. ووزير الشؤون الخارجية العماني بن علوي مِــن واشنطن يعلنُ عن رغبة السعودية والحوثيين بوقف الحرب ويؤكد صحة الأخبار عن حوار مباشر بين صنعاء والرياض. والقمة الخليجية في السعودية في الشهر القادم، ومن المتوقع أن يحضرها أمير قطر" تميم"، لتشكّــل بداية نهاية الأزمة الخليجية الحادة وَطَــيُّ صفحتها،وتتوج المصالحة من قاعة مؤتمر القمة، بعد أن تكون دورة كأس الخليج لكرة القدم في الدوحة والتي تشارك بها جميع المنتخبات قد ساهمت بتعبيد طريق هذه المصالحة.


هذه المؤشرات التي تشير بوضوح الى ترميم البيت الخليجي بعد تصدعه بالأعوام الماضية، سيكون لها انعكاساتها باليمن شمالا وجنوبا، إيجابا وسلبا، بين كاسب وخائب، خصوصا وأن الأزمة الخليجية كان جزؤها الأعظم يدور رحاه بالساحة اليمنية ولو بطريقة غير مباشرة عبر وكلاء الخليج باليمن.فأي تقارب مستقبلي- وهو أمرا متوقعا وفقاً للدلائل آنفة الذكر- بين الدوحة والعواصم الخليجية المُختلف معها، سيعني تقاربا بين " الوكلاء بالداخل": حزب الإصلاح وكيل قطر، وصديق السعودية الغير الوثيق،وفصيل مؤتمري" بالخارج" مقرب من الإمارات، وأيضاً بين هؤلاء مجتمعين وبين الحركة الحوثية وفصائل المؤتمر بالداخل.


الجنوب الذي وضع بيضه في سلة شراكة واحدة، وحصر تحالفاته الداخلية والإقليمية بأضيق الزوايا سيكون أكثر المتضررين، بل ربما يكون هو الخاسر الوحيد من هكذا تقارب خليجي خليجي، يمني يمني , وهو أي الجنوب الذي راهن كُليا على الخلافات الإقليمية للحصول على المكاسب السياسية، وعلى الدعم الإعلامي العسكري ،وعلى مسألة الخلافات الايدلوجية المذهبية والطائفية بين السعودية والحوثيين" كحركة زيدية", وبين السعودية وحزب الإصلاح كحركة إخوانية. وبين الحوثيين وبين الجماعات السلفية وغيرها من الجماعات السُـــنيّــة المتشددة.


فالرهان على خلافات سياسية آنية واختزال الشراكة والتحالفات بشريك محلي واقليمي واحد أو حتى شريكين كالقابض على الريح . والمراهنة المفرطة على الخلافات الفكرية الطائفية كمن يراهن بمضماره على أحصنة عرجاء. فلا خلافات تدوم ولا تحالفات تستمر...المجدُ للمصالح .

صلاح السقلدي.