عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):
52 عاماً على إستقلال الجنوب والثورة مستمرة
يحل علينا عيد الإستقلال الـ 52 هذا العام في الـ 30 من نوفمبر بحلة جديدة ومختلفة عن العام الماضي، الذي كان فيه المشهد الجنوبي كئيباً ومظلم، حيث كنا تحت رحمة الحكومة اليمنية تستمتع بتعذيبنا، وبلغت حربها السياسية والعسكرية والمالية والخدمية ذروتها، عندما كانوا يتصدرون منصة معاشيق ويغضبونا بخطاباتهم المستفزة وغير المسئولة الموجهة ضد الشعب، وحولهم الجماعات الإرهابية توفر لهم الحماية الأمنية، في تزاوج علني حير المتابعين للشأن السياسي اليمني للسلوك غير الإعتيادي بين الحكومة والإرهابيين.
على عكس العام الماضي، حلت ذكرى الإستقلال هذا العام بعد إنتفاضة شعبية قام بها أبناء الجنوب ضد الهيمنة اليمنية على الشان الجنوبي، أطاحت بالحكومة وحزب الإصلاح وقضت على مشاريعهم الإحتلالية، وصحيح إن الإنتفاضة لم تحقق قضية الإستقلال الناجز للجنوب، لكنها حققت مكاسب سياسية وعسكرية لأول مرة منذ حرب صيف 1994م، ورموز الإستقلال حاضرة اليوم وبقوة في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب، حيث علم الجنوب يرفف من فوق صيرة وعلى جميع مرافق الدولة، والجيش والقوات الشرعية الجنوبية تحمي المنشأت وتوفر الأمن وتدافع عن الأرض.
الإحتفال بعيد الإستقلال لهذا العام هو إحتفال بعودة الجينات الجنوبية الخالصة والخالية من اليمننة إلى قيادة وتمثيل أبناء الجنوب، وهذه الجينات الجنوبية تجسدت لاول مرة منذ مفاوضات الإستقلال عام 1967م بالفريق التفاوضي الجنوبي لحوار جدة وإتفاق الرياض، حيث حملت جينات الجنوبيين الأصلية بالرياض أساسات وعلامات الإستقلال الجنوبي الحقيقي، إستقلال الشعب ثم الوطن سياسياً وعسكرياً ومالياً وإقامة علاقات مستقلة مع الخارج، وإنعتاق من التبعية للشمال التي كانت موجودة حتى بعد الإستقلال الاول.
قلنا ومازلنا نقول أن الجنوبيون تنفسوا الصعداء وشعروا بالحرية السياسية وعودة الوطن لهم منذ إعلان عدن التاريخي في 4 مايو عام 2017م وما تلا ذلك الإعلان من خطوات مباركة، من تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي المبارك في 11 مايو عام 2017 الذي عمل على الجانب السياسي والعسكري فحقق لنا الإنتصارات العسكرية والعظيمة وآخرها المحقق في 10 أغسطس عام 2019م بالسيطرة على أرضنا وعاصمتنا الحبيبة عدن، ثم الإنتصار السياسي الذي حققه في إتفاق الرياض بتاريخ 5 نوفمبر2019م الموقع بين المجلس الإنتقالي الجنوبي كطرف جنوبي خالص والحكومة اليمنية.
المجلس الإنتقالي الجنوبي أسم كبير، حفر في ذاكرة كل أبناء الجنوب بأحرف من نور، وأضاء لنا الكثير من المنجزات، وبفضله أصبحنا على بعد خطوات من تحقيق حلمنا الكبير، حلم الإستقلال الثاني للشعب والوطن وإستعادة الدولة الجنوبية الفدرالية كاملة السيادة من حوف شرقاً حتى باب المندب غربا.