د. عيدروس النقيب يكتب:
الخلود للشهيد العميد عدنان الحمادي
استشهد نهار الأمس، الأثنين الثاني من ديسمبر ٢٠١٩م القائد المقاوم والعسكري الأبرز في قوات المقاومة في تعز العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء ٣٥ مدرع ، في ظروف ملتبسة تتناوشها التسريبات َالتخريجات والتلفيقات والحقائق الناقصة.
لن نخوض كثيرا في كل هذا وسنشير إلىى بعض المزايا التي تميز بها الشهيد القائد الحمادي
* فقد كان الشهيد عدنان أول من بادر إلى الدعوة لمقاومة التواجد الانقلابي الحوثي في تعز وسعى إلى تنظيم أولى المجموعات المسلحة في محافظة تعز حينما تعايش الكثيرون مع الحوثيون وقال محافظ المحافظة حينها أن الحوثيين لم يأتوا لتعز إلا على سبيل الترانزيت.
* الشهيد عدنان لم يكن متطوعاً عادياً بل لقد تميز بالكاريزما القيادية النادرة واستطاع أن يحشد مئات وآلاف المقاتلين الرسميين والمتطوعين لمواجهة التحالف الانقلابي بعيدا عن أية حسابات حزبية أو جهوية أو مناطقية.
* الشهيد عدنان من القلائل الذين لم يستثمروا في الحرب وحينما تسابق الكثيرون على حصد الغنائم ونهب الإمدادات والاستحواذ على المواد الإغاثية وتموينات المعركة كان عدنان يتقاسم ورفاقه المقاتلين اللقمة الجافة وشريط الرصاص الذي ربما لم يكن يملك سواه وهو ما اكسبه حب رفاقه ومرؤوسيه وكل من تعرف عليه أو عمل معه.
*. والمعروف عن الشهيد عدنان رفضه لأي محاولة لغزو أو إعادة غزو الجنوب من قبل أي طرف كان (شرعياً كان انقلابياً) ومعروفة عنه قولته الشهير ة أن "أي غزو للجنوب لن يكون إلا على جثثنا" (يقصد هو ومن يرأس من المقاتلين)، وهو ما جعله يخوض معركة مزدوجة مع أكثر من طرف ممن يخططون لإعادة غزو الجنوب وربما كان هذا سببا في تنامي المخاطر المحيطة به وحصول ما حصل.
قتل عدنان الحمادي مثل الكثيرين من رفاقه الأبطال من عبد الرب الشدادي وأحمد سيف اليافعي، إلى عمر الصبيحي ومحمد طماح وصالح الزنداني وحتى أبو اليمامة وصالح الفلاحي، في زمن يقتل فيه الشرفاء الابطال بينما تتضخم كروش اللصوص والنصابين (الشرعيين والانقلابيين) وتتنامى أرصدتهم البنكية ومؤسساتهم الاستثمارية، دون أن تلفح أشعة الشمس أبدانهم يوما او ساعة.
استشهد العميد الحمادي دون ان يسلم الراية، وقد ترك ورفاقه الأبطال مدرسة مكتملة البنيان ستواصل السير على دربهم حتى نهاية الظلم والاستبداد والاستعلاء والاتجار بدماء وارواح وآلام وعذابات الفقراء.
رحمك الله أيها الشهيد البطل وأسكنك جناته الفسيحة.
لك المجد في سفر التاريخ ولذكراك الخلود في ذاكرة الأجيال.
وصادق العزاء لاهلك وذويك ورفاقك ومحبيك وكل انصار الحق الذي نذرت روحك ودمك لنصرته.
ولا نامت أعين الجبناء