محمد صالح عكاشة يكتب:
الظاهر أن السعودية ستبقى منيحة للشمال أبد الدهر
وماوقع الجنوب معاهم إلا بمصيبة الوحدة المشئومة ...
لكن مامعنى منيحة..؟
كلمة منيحة تستخدم في محافظتي لحج وأبين كنا نسمعها من أجدادنا الأولين ومازالت تستخدم ، حتئ أكدوا لنا البعض من أبين أنهم يستخدمونها وليست الكلمة كلمة عراقية عندما يقولون ..
منيح للذكر يعني طيب أو الحمد لله ...
ومنيحة للمؤنث يعني طيبة أو الحمد لله وذلك عند السؤال عن الحال...
في محافظتي لحج وأبين تستخدم المنيحة في العطية والهبة المؤقتة للجار الفقير في الريف ..
مثلا إذا كان الجار فقيرا معدما فإن الميسورين من القرية يمتنحوه شاة لبون تدر لبنا
وفيرا ليستخدمها في إرضاع أطفاله الصغار وتبقى المنيحة بين يدي الفقير فترة من الزمن حتى يستردها صاحبها ...
ثم يتم تدوير العطية بين الميسورين فيعطيه شخص آخر منيحة أخرى وهكذا حتى يكتفي ...
هي سنة طيبة وكرم طيب لكن لو أن الجيران الميسورين تبرعوا للرجل الفقير كل واحد بشاة ، لأصبح مثلهم...
إذا ! هل السعودية وحدها كانت منيحة للشمال ؟
بل دول الخليج كاملة ..
لكن الجار الشمالي للأسف ليس كالجار الفقير في القرية لأنه سيدعي الفقر إلى قيام الساعة ولن يشبع ويرتاح سيظل يرضع من منيحته السعودية حتى ينشف ضروعها . حتى وأن أغدقت عليهم السعودية والخليج بأرقام التريليونات ، ماشبعوا ولظلوا في فقرهم الدائم وكأن الشاة يرضعها الورن فلا الصغار شبعا وارتاحوا ولاعادت المنيحة إلى مولاها السابق ....
قبح الله وحدة جعلتنا في مساق السفهاء ديدنهم الخبث والمكر والغدر والسلب والنهب حتى أبلاهم الله بالفقر أبد الدهر.....
محمد صالح عكاشة