علي ثابت القضيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):
الإرهاب عندما يلبس ثوب الشّرعية
مشروع الأخوان المسلمين مشروع جهنمي ، ويتّضحُ لكل ذي بصيرة أنهم الممسكين فعلاً بخناقِ السلطة الشرعية ، فلاقرارٍ ولاإجراءٍ من هذه السلطة إلّا بإملاءاتهم وموافقتهم ، وهذا واضحٌ في كل القرارات والإجراءات منذو تكشيرهم عن أنيابهم علانية .. وعلينا أن نُعيد الذّاكرة قليلاً الى ماقبل أغسطس الفارط ومابعدهُ ، فكل جحافل العسكر المتحركة من ناحيتهم هي مليشيات أخوان ، ولاطاعة لهم للسلطات العسكرية المدعوّة بالشّرعيا مطلقاً ..
-- إذاً .. المشروع القطري - التركي حطّ رحاله في جغرافيتنا ، وبكل أسف تحت غطاء وشرعنة السلطة المكنيّة بالشرعية ، وهذا كارثيٌ ! وانظروا الى إحدى مفاعيل الدّمار - قوات الحشد الشعبي - في منطقة يفرس التابعة لمديرية جبل حبشي في تعز ، وهذه يُكونها الإخواني المعروف حمود المخلافي المُقيم في تركيا وبدعمٍ قطري ! وهم لم يشكّلوا هذا الحشد توافقاً مع توجهات أخوتنا في التحالف لدحر الحوثي ، كلّا ، بل لتوجهاتٍ وغايات أخرىٰ .
-- هنا يتّضحُ لكل متابعٍ دقيق أنّ تحرٌك قطاعٍ عريض من عساكر ومليشيات الطّرف المكني بالشرعية تتحرك ميدانياً بمعزلٍ عن سلطات هذه السلطة الشرعية ! هذا قاله صراحةً نائب رئيس الوزراء في الشرعية سالم الخنبشي في حديثٍ متلفز له ، فهو قال : أنّ القوات المتواجدة في شبوه وشقره هي مليشيات ولاتتبع السلطة الشرعية أو تأتمرُ بأمرها !! وهذا لوحده غنيٌ عن أي قول !
-- إذاً فقد تمكنت قطر - تركيا من تلغيم أطراف جغرافيتنا بمليشيات الدمار ، وفي الداخل بقوى الإرهاب المنفلت العقال ، وهذا تمّ عبر أمراء الحرب وقادة رسميين ينتظمون في صفوف السلطة الشرعية بكل أسفٍ ، وهم يتأزّرون بالجاكيتات وربطات العنق ويتفاوضون ، والأدهى أنّهم يُظهرون في تصريحاتهم ( الحرص الوطني ) على هذه الأرض ! وفي الأصل همُ أتباعاً لمُخططات الجحيم في أرضنا ، بل وكل جغرافيتنا الشرق أوسطية ، وهذا مايجب أن يستوعبهُ أخوتنا في الإقليم وبذهنٍ متفتحٍ ايضاً ..
-- هنا أنا أصرخُ في أذن كل جنوبي وأقولُ : يااخوتي الجنوبيين جميعاً أنتبهوا .. ويااخوتي المُضلّلين المُنضويين في مليشيات الدّمار المُتدثرة بغطاءِ الشرعية ( بحق الصرفه ) ، أنّكم تحملون صِفة القَتَلة والإرهابيين ولاتقاتلون على حقٍ ، فأفيقوا وقبل فوات الٱوان .. حتى أخوتنا في الأوساط الشّعبية في جنوبنا من غير المُقاتلين في مليشيات الشرعية ، وهؤلاء يؤٱزرون من تسمّى بالشّرعية من قَبيل النكاية ليس إلّا ، أو على أساسٍ مناطقيٍ صرفٍ وما الى ذلك ، وكلٌ هؤلاء لايدركون أنّ السلطة الشرعية التي تتحدّثون عنها لم تعد صاحبة قرارٍ وسلطةٍ فعلية على الأرض ، وإلّا لأختلفت الأمورُ تماماً ، فالكلمة اليوم في السلطة الشرعية هي لأُمراء الحرب الكبار المعروفين للكل .. تفَهّموا هذا جيداً قبل النّدم ..
-- ولقيادة مجلسنا الإنتقالي الجنوبي الحامل الحقيقي لمشروعنا وتطلعاتنا الجنوبية أقولُ : لقد حقّقت فعلاً خطوات جَدْ متقدمة ، بل وغير متوقعة ايضاً خلال هذه الفترة الوجيزة ، وواصل الأداء بنفس الروح وبنفس التّماسك ، فنحن نُعولُ عليك بالكثير ، والمنعطف الذي يمرٌ به جنوبنا اليوم منعطف مفصليٌ وخطير ايضا ، وعلينا كجنوبيين أن نضع أيدينا في أيادي بعض حتى نجتازهُ .. أليس كذلك ؟!