محمد صالح عكاشة يكتب:
لاتبحث عن عثراتي
إن كنت مني فكيف تراني أو أراك عند حسن المقامات ...
تزدري نفسك مني ...
وتتقيئ عند ذكري ...
فإني يقينا في الربى آت ..
لا أهاب صورة البعد....
ولا طول المسافات....
إن كنت مني فلنمضي سويا...
إلى بحار الشمس ..
نشم هواء البحر من شرفاتي...
لاتفتش عن عثراتي...
ألم تكن شقيقي وتحمل على كتفك راياتي...
كيف أضحى في قاموسك أمسي من الماضي...
وقد كنا سويا ندونه في وريقاتي...
ألم نرسم من الماضي حاضرنا...
وغدنا الأتي ..
واقتسمنا خبزنا الأبيض ...
وأسقيتك قهوتي من صلب آهاتي...
ألم تعزف الناي وترقص في كل ساحاتي.....
وحملت همي مع هم من حملوك على الاكتاف...
وسرت مزهوا بفخر ناسيا كل أناتي....
شقيقي ! رويدك بي ...
لاتفتش عن عثراتي ...
ونسيت انك يوما مدحت كل عبراتي ...
كيف آليت في خبر ...
تجعلني طي النكرات ...
رويدك ! فلاتميل بسيف الظلم...
مع من سفك دمي ..
وأحل عرضي ....
ونهب مني عرصاتي ..
أراك شغوف بولع التيه...
في دهاليز الظلمات....
أيسرك أن أحرق بنارك الشعواء ..
وتحرقني الكلمات..
أيسرك أن تصنع مع إبليس كمداتي...
وتحرقني حرقة القلب...
وتصيدني بزلاتي...
فلا تعجبك الحسنة ..
ولا حضني وقبلاتي ..
بربك من انت ...
من أي طينة جبلتك الملمات...
اتحمل قلبا في قفصك الصدري ..
أم التهمته اليراقات ...
أو غاب في بئر جب...
وطغاه ران الظلمات...
توقف شقيقي فديتك...
فكن معي في الغد الاتي...
لاتفتش عن عثراتي ....
وتمحو كل الحسنات .........