عصام شادي يكتب:

مصر.. ولصوص الأناضول

قبل أن نتحدث في مضمون العنوان تتكشف أمامنا يوما بعد يوم حقائق كنا نتجاهلها تماما بل لم تأتي في مخيلتنا ولو مجرد خيال،ولكي لا أطول اليوم ندرك جميعا أن ثورات الربيع العبري ليست فقط لتخريب الأمم بل ولم تكن يوما يوما تنشد الحرية والديمقراطية لتلك الشعوب كما كانوا ينادوا لها،ولكن الحقيقة التي تدركناها مؤخرا هي إحياء الإمبروطوريات التي إندثرت الأوربي،والفارسي،والعثمانلي  مرة أخري لكي يستحوذوا علي ثروات تلك الشعوب المنهكة والمتناحرة داخليا.
ونحن نقف علي مشهد مدى كراهية النظام التركي لمصر،نجده قديم منذ الأزل فمحمد علي شاهدا عليه،ثم جمال عبد الناصر،ثم عبد الفتاح السيسي،انه كره إستقلال مصر وصدارتها بين الأمم، وكأن الجغرافي العالمي المصري الذي أغتيل جمال حمدان وكأنه يقرأ الطالع فقد فضح في كتابه التاريخ التركي همج بلا تاريخ.
 فكتب الجغرافي المصري جمال حمدان في كتاباته "تاريخ الأتراك الأسود في البلاد العربية والإسلامية" جرائم الترك، مستعرضا حقائق الجغرافيا التي جعلت مصر قائدة للمنطقة وحكمت على تركيا بأن تعيش منبوذة ومشتتة الهوية.
حمدان وصف في كتاباته الأتراك بأنهم "رعاع الاستبس، وجماعات بربرية بلا تاريخ أو حضارة، فهم بربر وهمج يحاربون بعضهم من أجل الكلأ والمراعي والسبايا"، وشهد العام 1402 معركة بين الجيوش التركية المتصارعة لنهب الثروات وانتهت بانتصار تيمورلنك ووقوع بايزيد الأول وزوجته دسبينا خاتون في الأسر.
أكد في كتابه "استراتيجية الاستعمار والتحرير" أن الأتراك "بنوا ملكهم فوق جثث الآلاف من العرب والمسلمين الأبرياء، السلاجقة كانوا وبالا على الدولة العباسية وسبب ضعفها وسقوطها، ثم تحالف تيمورلنك مع الصليبيين ضد فارس والعراق وسورية، لكن الظاهر برقوق قاد جيوش مصر لإيقاف التقدم التركي في البلاد العربية".
حمدان عالج مسألة الغزو العثماني للبلاد العربية، بقوله: "استعمروها بحجة إنقاذ المسلمين من دولة المماليك السنية، وكانت قوات سليم الأول أضعف من أن تنتصر على المماليك في معركتي مرج دابق والريدانية، لكن بالرشوة والخيانة استطاع استمالة خاير بك وجان بردي الغزالي، وسقطت مصر عام 1517 في يد الرعاع".
تنبأ بنزعة الكراهية التي تنتهجها تركيا تجاه مصر، متسائلا: "القرن الـ 21 لمن؟ العالم الإسلامي يتنازعه أكثر من قوة دولية متنافسة، مصر وتركيا وإيران، لكن مصر هي الأقدر على الزعامة، لأنها رأس المسلمين والعرب، بحكم تاريخها العريق، وهو ما سيجلب عليها عداء أنقرة وطهران، والترك عاجزون عن قيادة الأمة".
أكد في كتاباته أن "الأتراك اتبعوا سياسات قمعية تجاه مصر تعويضا لعقدة النقص الحضاري، خاصة بعد أن حطم الجيش المصري مشروعات الترك التوسعية وسحقهم في معارك ضروس، ففي العام 1277 هزم الظاهر بيبرس تحالف الأتراك والمغول في معركة الأبلستين، وكسر السلطان قايتباي جيوش بايزيد الثاني في معركة أضنة عام 1488".
"العداوة الكبرى بين تركيا ومصر وقعت في القرن الـ19، بعد أن حصلت الأخيرة على استقلالها، وفي عام 1831 انتصرت جيوش محمد علي باشا على قوات السلطان محمود الثاني، وضم فلسطين وسورية، وبعد 8 أعوام قاد إبراهيم باشا الجيش المصري وأباد جيش السلطنة وأسر 15 ألف جندي في معركة نصيبين عام 1839، ثم تقدم باتجاه إسطنبول وحاصر العاصمة حتى استسلم الأسطول العثماني في الإسكندرية ومات السلطان غما وكمدا.
لنختم ايضا ماكتبه الجغرافي جمال حمدان عن تركيا فقال:
ليس أكثر من تركيا نقيضا تاريخيا وحضاريا لمصر،هي بلا تاريخ بلا جذورجغرافية انتزعت من الإستبس كقوة شيطانية مترحلة واتخذت من الأناضول وطنا بالتبني،هي بلا حضارة بل كانت طفيلة حضارية خلاسية استعارت حتي كتابتها من العرب،لكن أهم من ذلك تمثل قمة الضياع الحضاري والجغرافي،غيرت من جلدها كالحرباء فإستعارت الشكل العربي،ثم بدلته باللاتيني،وإدعت والوجهه الاوروبيه ولعلها بين الدول كما مثل الدولة التي تذكر بالغراب الذي يقلد مشية الطاوووس.
إنها قامت على سرقة الحضارة،بل وسرقه العلم، فسرقوا العلماء ،ولو كانوا يستطيعون سرقه النبي لسرقوه،انهم قوما قاموا علي بحورا من الدم سفكوها من أجل أن يكون لهم نصيب من الحضارة، هكذا هم لصوص الأناضول الذين يعيشون الان بإسم الأتراك.