كرم نعمة يكتب:

طاقة من التفاؤل في الثمرة الفاتنة

لأنني أؤمن بكل الدراسات التي تربط ثمرة التفاح بالتفاؤل والسعادة كما تضعها في مقدمة الطعام الصحي، أضع في جيب معطفي كل يوم تفاحة في طريقي إلى العمل، لأنني لا أحب حمل الحقائب، وثمة متسع في جيبي لتفاحة أو اثنتين دون أن يشعر من يراني أن شيئا خارج عن المألوف في هيئتي.

هكذا تمنحني التفاحة الواحدة طاقة ساعات من العمل، بسبب اقتناعي بفائدتها وهذا عامل صحي مضاف إلى كل ما يقوله الأطباء والباحثون عن الثمرة الفاتنة.

سيرة التفاح لا تبدأ بحكاية إسحاق نيوتن مع أنها صارت تمتلك نوعا من القداسة العلمية غير مبالية بقصة تفاحة آدم، فحين جلس يوما شارد الذهن تحت شجرة التفاح، كما تقول الحكاية، وينبغي الحفاظ عليها بنوع من الخشوع، لأنها أصبحت أسطورية، بالرغم من الموقف المتشكك للفيزيائي الفرنسي لوب فيرليت الشارح المتميز لأعمال نيوتن، فإن ما نقلته الحكاية وقع على الأرجح، لكنها ليس السبب الوحيد بتحويل التفاح إلى علامة تجارية، حتى كأنها تبدو استراتيجية اقتصادية غريبة، فميزانية تسويق الأنواع المبتكرة من التفاح لا يمكن أن تصل إلى ما تنفقه شركة أبل على أجهزة آيفون. بالرغم من كونها ترفع شعار التفاحة المقضومة وهو الأشهر في الماركات اليوم.

لا تقللوا من شأن اقتصاد التفاح، لسوء الحال أو الحظ لا يحظى تفاح لبنان وسوريا والمغرب وتونس مثلا بما يحظى به نوع “كوزميك كريسب” الأميركي أو “بينك ليدي” الأسترالي. مع نمو 12 مليون شجرة تفاح من هذا النوع في ولاية واشنطن وحدها وميزانية تسويقية بعشرة ملايين دولار. بينما لا يحظى التفاح اللبناني بغير الأغاني وكلها لا تعادل ما تقوله كاترين غراندي، مديرة التسويق في شركة أميركية مسؤولة عن إطلاق تفاح “كوزميك كريسب”، “إنها مقرمشة جدا ومليئة بالعصير لدرجة أنك تضطر لمسح وجهك عند أكلها”. كذلك تم اختيار هذا الاسم لها لأن أحد المشاركين في البحث بتطويرها في جامعة واشنطن قارن البقع الفاتحة على قشرتها الحمراء اللامعة بالسماء ليلا.

كلام غراندي أشبه بمدونة صارت تتناقلها المتاجر والإعلانات منذ أن ابتكر الخبراء هذا النوع من التفاح كماركة مسجلة مثل غيره من الثمار الجديدة، فهذه التفاحة محمية ببراءة الاختراع، وجامعة  واشنطن التي ابتكرتها في عام 1997 وحصلت على براءة اختراع في عام 2014، تحصل على عوائد من بيع كل شجرة.

لذلك لا يكتفي التفاح بأسطورته منذ بدأ الخليقة، لأنه ثمرة متجددة تحثنا أن نضفي المزيد من الاهتمام الاقتصادي بحقول التفاح العربية.