فهد ديباجي يكتب:

أنقذوا العراق ولبنان

يبدو أن الأمم المتحدة والدول الكبرى -وحتى الدول العربية- تنتظر المزيد من القتل والضرب والإهانات والعنف والاختطاف والهمجية واغتيال الناشطين لشعبي العراق ولبنان على أيدي إيران وأحزابها وأذنابها والموالين لها الخونة لأوطانهم وللعروبة، فما يتعرض له الشعبان لا يمكن القبول به أو السكوت والتغاضي عنه في ظل انعدام وجود حل يرضي المتظاهرين في الشارع وينقذهم من البطش، وربما لن يأتي طالما هناك خونة وعملاء لنظام الملالي يبقي حال البلدين ‬من سيئ إلى أسوأ.

 أجزم بأن هذه الأحزاب لو تخلت عن التوجه والولاء الإيراني فسيعم الهدوء والاستقرار، وستجد هذه الدول الدعم بكل أشكاله وسيتحقق البناء على أساس وطني لا حزبي، في ظل عدم النظر لأي دعوات وطلبات من البلدين للدعم ما لم تُشكل حكومة متوافق عليها ومقبولة شعبيا تحقق آمالهم وتُعوض صبرهم وتضحياتهم.

فلم أجد أبشع وأسوأ من هذه الأحزاب المزيفة والمصنوعة لإغراق لبنان والعراق، خطرهم أشد من داعش، قلوبهم وأفعالهم قذرة ونتنة تعشق الفساد وتتغذى منه وتتمنى استمراره حتى لو كان على حساب الوطن ومستقبله وبقائه، ولسان حال الشعبين والمتظاهرين السلميين يقول: مظاهراتنا سلمية، لكن الأحزاب الفاسدة الفاشلة والعدو الإيراني محاولاتهما مستمرة لحرفها عن مسارها وجعلها ساحة حرب بين مكوناتها حتى يبقى الولي السفيه وذيوله في الواجهة الصدارة، وهذا هو المؤلم والمخزي والمخجل، فما يحصل من حراك وانتفاضة داخلية قد تذهب أدراج الرياح رغم العدد الهائل من الضحايا والقتلى والشهداء.

لا شك أن هذه المظاهرات السلمية مستهدفة من الأجندة الإيرانية، وتأمل في توجيهها وحرفها عن مسارها، لأنها ببساطة هي الأمل بأن يسترجع العراق ولبنان سيادتهما وهويتهما الوطنية وتقديم الجناة للعدالة، ولأن هذه المظاهرات ما زالت تقف أمام كل التحديات التي تواجهها، إلا أن أصحاب الأجندات المشبوهة يسعون إلى إجهاض هذه المظاهرات السلمية، فالحذر الحذر من هذه الأحزاب الفاسدة ومليشياتها المرتبطة بإيران مباشرة.

وبالتأكيد فإن الإعلام الموالي لهم سوف يبذل كل جهده في نسب المأجورين والقتل والجرائم والتخريب إلى المتظاهرين السلميين، نعم ‏هذا هو سلاحهم لقمع ثورتكم، وما عليكم إلا أن تسيروا على خطى شهدائكم الذين واجهوا الرصاص بسلميتهم لتؤكدوا للعالم البراءة من هذه الأفعال .

 إيران وأحزابها لا تريد قيام حكومات غير موالية في القريب العاجل، وتعمل على قيام وتشكيل حكومة بشروط أحزابها وتتضمن مشاركتها الفعلية والعملية المؤثرة في الحكومة، وهو ما بدأ يتشكل حاليا على أرض الواقع، وستدافع وستحارب وستقتل وستغتال وستخطف من أجل ذلك كل من يقف ضد إرادتها مهما كانت الظروف والنتائج .

أعتقد أن من السهل استقرار البلدين وبنائهما عبر إيجاد وتشكيل حكومة (تكنوقراط) وطنية غير موالية ترغب في التغيير وتعتمد الحرية والمساواة من اختصاصيين وكفاءات مستقلة بعيدة عن كل الأحزاب الفاسدة والعميلة التي تسفك دم الشعبين وتنهبهم بشعارات وأساليب ملتوية عفا عليها الدهر، والتي ترغب في تكوين حكومة (تكنو سياسية حزبية) أو (تكنو إيرانية)، بشكل علني ومكشوف ومفهوم لاسيما بعد ظهور الأسماء الموالية لهذه الأحزاب، نعم أجزم بأن هذه الأحزاب لو تخلت عن التوجه والولاء الإيراني فسيعم الهدوء والاستقرار وستجد هذه الدول الدعم بكل أشكاله وسيتحقق البناء على أساس وطني لا حزبي، في ظل عدم النظر لأي دعوات وطلبات من البلدين للدعم ما لم تُشكل حكومة متوافق عليها ومقبولة شعبيا تحقق آمالهم وتُعوض صبرهم وتضحياتهم.