د. عيدروس النقيب يكتب:

عن لقاء بروكسل

لا أدري لماذا يولع بعض إخوتنا الجنوبيين بالمناقرة والتشكيك في كل ما يصدر عمن لا يعجبهم موقفه من الفعاليات والملتقيات الدوليه، ويحولون الموضوع إلى اتهامات وانتقاص في الوطنية وتشكيك في الذمة السياسية وغير ذلك.

يا إخوة
المعاهد ومراكز الدراسات وبعض المؤسسات الممولة من أحزاب أو حكومات او منظمات سياسية وحقوقية دولية وإقليمية، تقيم فعاليات فكرية تدارسية نقاشية حوارية ليس لغرض وضح حلول للمشاكل التي تتوقف عندها أو تقديم ضمانات معينة لهذا الطرف أو ذاك، فتختار أسماءً من المنشغلين في الشأن الذي تبحث فيه، وغالبا ما يأتي اختيار المشاركين من بين نشطاء الأطراف المتنازعة أو المختلفة أو حتى المتحاربة.
المشاركة في مثل تلك الفعاليات لا علاقة لها بسياسات ومواقف المشاركين من القضايا المطروحة.

الداعون لهذه الفعاليات لا يمنحون احدا شيئا ولا يتخذون قرارات بصدد القضايا التي تطرح للنقاشات، لكنهم يستطلعون الآراء ويستمعون إلى التصورات ويحاولون البحث عن مشتركات غير إجبارية، تخدمهم في بناء تصورات وتقديم رؤى ومفاهيم واستنتاجات حول القضايا المطروحة.

لا أجد أي مبررٍ لتلك الحملة التي يشنها بعض ناشطي التواصل الاجتماعي على المشاركين في لقاء بروكسل وغيره من اللقاءات، فلندعهم يبعثون رسائلنا إلى المؤسسات المنظمة لتلك الفعاليات، ولئن لم تفد هذه الفعاليات فبالتأكيد لن تضر، مع يقيني أن مشاركة زملاء وقادة ذوي مواقف متقدمة من قضيتنا الجنوبية من اوزان الاخوين الرئيس حيدر العطاس والشيخ صالح بن فريد العولقي وغيرهم، إنما يمثل خطوات طيبة لإيصال صوت الجنوب إلى الشركاء الدوليين، لذلك فإنني أتمنى التوقف عن ثقافة احتكار الوطنية وادعاء الهيمنة على الحقيقة والتشكيك في كل ما لا يروق لنا، فما تعتقده أنت صوابا قد يكون خطأً في نظر غيرك.