محمد صالح عكاشة يكتب لـ(اليوم الثامن):
البحث عن تحالفات مشروعة في وجه التحالفات المريبة
هل كانت السعودية مع تطلعات الجنوبيين؟
وكذلك لا نأمل من الخليج أن يقدم لنا أكثر مما قدم ذكرت لكم من سابق أن السعودية لاتبحث إلا عن الوهن في سياستها المتذبذبة وهذا ماتنوي أن تفعله مع الجنوبيين ، هي اليوم الراعي الرسمي لاتفاق الخليج خيوط الاراجوز التي تحركها من مأرب إلى شبوة تريد أن تلفه حول عنق الجنوبيين...
الإمارات قدمت لنا الكثير لكنها ستصبح وحيدة في طوفان التحالفات الرباعية المتآمرة على الجنوبين ...
عدم الإدراك الحسي من شقيقتنا الكبرى للمخاطر التي ستلوي عنقها والا ماكانت ذهبت العراق وسوريا ولبنان في حضن أيران ، هذه السياسة العقيمة على وشك تطبيقها في الجنوب وستكون الدولة الرابعة في مثلث الشر ، أبحثوا لي عن مؤسسة مدنية سعودية قائمة على بناء الدولة من الأساس حتى ننظر إلى نهج مكافحة الإرهاب عبر أذرع المؤسسات القانونية ، غير الجمعيات السياسية التي أخترقها الإخوان بكل حرفية، الكل فيها يخدم نهج الإخوان ومازالت الفوضى المؤسساتية تنخر المجتمع السعودي ...
ربطت السعودية منذ الأزل بقاء أمنها بزيادة حجم الفوضى المعارض لنهج بناء الدولة في دول الجوار ، عندما تحققت الوحدة اليمنية أعترضت السعودية على ذلك لأنها كانت ترى أنه ربما تكون دولة الوحدة ستصبح ذي قوة إقتصادية وعسكرية يقض مضاجعها ، ولكن حدث العكس أن البعبع الجنوبي انهار في حرب 94 فمالت السعودية تأييدا للوحدة كون الأشقاء في الشمال لن يبنون دولة إلا دولة القبيلة والمذهب الزيدي المتهالك والغير متجانس مع توجهات المدارس السنية ، فهنا حطت السعودية رحالها واستنشقت هواء الأمان كما كانت تظن ولكن مؤقتا، فليس للمذهب السني عندها اي اعتبار فقط الخوف من توجيه ضربات عسكرية على حدودها ، هي أوقعت بصدام حسين وكان يمكن أن يكون حاميها ، فلتذهب السنة الى الجحيم طالما والمذهب الزيدي سينتشر في كل أرجاء اليمن ويوفر لها الأمان ، تلك نظرة قاصرة فلا تعي حجم الخطر الشيعي القادم من الاحساء ونجران الذي سيلتقي مع الخطر الزيدي القادم من صنعاء ، فأوكلت المهمة للأخوان المسلمين لمحاربة الحوثي ، مجرد تمثيلية ولم يتم ذلك ، وهذه عثرتها ومهلكتها التي ستجعل للإخوان بعد الجنوب طريقا ممهدا للوصول إلى الرياض...
حكاية الحكومة وتوقيف المرتبات قلنا انها لعبة الشرعية للضغط على الانتقالي لتقديم المزيد من التنازلات ...
لكن هل الحزام الأمني يتبع ماليا الشرعية أثناء وجود الإمارات وبعد رحيلها واستلام السعودية الملف الإداري والمالي لعدن ولقواه العسكرية...؟
إذا من أوقف مرتبات الحزام الأمني للشهرين الماضيين بقصد تسليم السلاح الثقيل كوسيلة للي العنق واليد وفي نفس الوقت يتم السماح لحزب الإصلاح الإرهابي بتعزيز شبوة بالالوية من الجوف ومارب تحت مرأى ومسمع السعودية وتهددقوات الانتقالي بالضرب إذا تقدمت نحو شقرة ...
دعوكم من مسألة المصيدة التي تنصبها السعودية لمليشيات الاخونج في شبوة فلم تعد تنطلي على عاقل ، فقط انظروا واحذروا من المصيدة التي تنصبها السعودية في عدن ...
هذه حقيقة حتى لايصيب عقولكم الوهن من كثر التفكير وبناء نتائج الاستنتاج على ماتقدمه السعودية ، البحث عن التحالفات ستجدونها فالعالم حريص على أهم ممر مائي في العالم وهو باب المندب فمصلحة العالم والدول الكبرى أن لايسقط باب المندب في يد الاخونجية الإرهابيين ولا في يد إيران ، فقط تريد الدول الكبرى من إيجاد دولة للحوثيين في الشمال ماهو إلا فزاعة ترعب السعودية متى شاءوا إبتزازها ، ولكن السعودية لاتعلم أن مصدر أمنها استعادة الدولة الجنوبية وحماية باب المندب .