ميلاد عمر المزوغي كتب لـ(اليوم الثامن):
في ذكرى رحيل صدام ,فوضى عارمة في العراق
التاريخ الحديث للبلاد شهد العديد من الانقلابات العسكرية والدخول في احلاف اقليمية,ظهرت احزاب قومية وأخرى عالمية انتهت الامور الى سيطرت حزب البعث العابر للأديان والأعراق على مقاليد السلطة,لم يكن صدام حسين سنيا بل كان عراقيا بامتياز والحديث عن كرهه للشيعة انما هي فرية,فالحزب الذي كان يترأسه يمثل الشيعة اكثر من 70% من كوادر,والعديد من الشيعة كانوا يتبوءون مراكز عليا في الدولة.
الحديث عن ارتكاب صدام مجازر بحق الشيعة لم تكن بسبب طائفتهم,بل بسبب اعمال البعض المناهض للنظام شأن بقية الطوائف والأعراق,لقد كان هؤلاء الخوارج يرون في العراق البوابة الشرقية للأمة العربية وبالتالي سعوا الى احداث الفتن بين مكوناته,فعمدوا الى الاستقواء بالأجنبي الذي وجد الفرصة لتدمير البلد,فجلب اولئك المرتزقة ووضعهم في قمة هرم السلطة ,حيث اخذوا يتصرفون بصلف وعنجهية,كتبوا دستورا يفرق بين مكونات المجتمع العراقي ويعطي الافضلية للشيعة,واستحواذهم على رئاسة السلطة التنفيذية وحدهم دون سواهم,فأصبحوا يتحكمون في مقدرات البلد.ارسوا نظام المحاصصة الطائفية بالبلد,احدثوا بدعا لم نكن نسمع بها في الديمقراطيات الحديثة والقديمة,بدعة تشكيل الكتلة الاكبر بعيد الانتخابات!,لقد اتضح فيما بعد بان الانتفاضات في عهد صدام لم تكن لرفع الظلم والجور عن الشعب العراقي كما يدعي اصحابها,بل للاستحواذ على السلطة وارتكاب جرائم يندى لها جبين البشرية.
القى الامريكان القبض على صدام وسلموه الى عملائهم,حوكم صوريا على مدى 3 اعوام ,كشفت للعالم اجمع مدى قذارة الجهاز القضائي وعدم نزاهته واستقلاليته,وصدر بحقه حكم بالإعدام,لم يوقع الرئيس العراقي حينها على قرار الاعدام فتولى المجرم الصعلوك العبادي التوقيع نيابة عنه,اعدموه شنقا في صبيحة يوم عيد الاضحى(الموافق 30 ديسمبر 2006) قربانا لأسيادهم وأولياء نعمتهم,غير ابهين بمشاعر ملايين المسلمين,ستظل اللعنات تلاحق هؤلاء المجرمين الذين يتخذون من الدين عباءة لإخفاء اعمالهم الشنيعة.
اليوم وبعد 17 سنة من عمر الفوضى الخلاقة والديمقراطية المزيفة باستيلاء رجال الدين على السلطة فأصبحوا ظل الرب في الارض لهم الامر والنهي,وآخرون علمانيون لا يقيمون للإنسانية وزنا,بل اتحدوا في تضيق الخناق على المواطن فأصبح غير قادر على توفير قوت يومه,انها الفئة الفاسدة الباغية التي جعلت البلاد ساحة للصراعات الاقليمية والدولية,فأضحت البلاد بيئة خصبة للدواعش الذين اتوا بعد الغزو من كافة اصقاع العالم وعاثوا في المنطقة فسادا.
العراق على شفا هاوية,ان اختلف الامريكان والإيرانيين,اوعزوا الى انصارهم بإحداث اعمال شغب وتدمير ممتلكات عامة وخاصة,وان اتفقوا (الامريكان والإيرانيين)عمد الصبيان الى النهب والسلب وتبذير الاموال العامة فالإيرادات الضخمة التي تقدر ببلايين الدولارات ذهبت الى جيوب الحكام الميامين,بينما المواطن العراقي يفتقر الى ابسط الخدمات من تعليم وطبابة وبيئة تساهم في انتشار العديد من الامراض.
الانتفاضة التي يقودها ابناء الوطن من مختلف الطوائف والأعراق وبمختلف المحافظات,بسبب ما وصلت اليه الامور من تردي للأوضاع المعيشية والأمنية,اربكت السلطة الحاكمة وأصبحت تفتش عن حلول تلفيقية,علّها تبقيهم في السلطة الى حين,لنهب المزيد,المتظاهرون ينادون بإزالة الكتل السياسية قبل الكتل الاسمنتية(الخرسانية),تبا لهكذا رجال دين واخرين يدعون حرصهم على الانسانية,كلهم مجرمون ومصاصي دماء.واقتلاعهم من الجذور ليس ببعيد.