فهد ديباجي يكتب:
"الهلال المكسور"
بعد تنصيب الرئيس الجزائري الجديد عبدالمجيد تبون وأدائه القسم واليمين الدستورية، يرى الكثير أن مرحلة من تاريخ الجزائر تكون قد طُويت صفحاتها وبدأت مرحلة جديدة ملتبسة تختلط فيها تعهدات الرئيس الجديد بالإصلاح والتغيير، وشكوك الحراك الشعبي، وأنها في غاية الأهمية لعبور الأزمة الداخلية والمستمرة منذ تسعة شهور تقريبا رغم أن المشهد السياسي الجزائري لا يزال مفتوحا لكثير من الاحتمالات، وهي انطلاقة جيدة لا سيما بعد الكلمة التي ألقاها الرئيس بمناسبة استلام مهامه التي قال فيها "إنه يمد يده للشعب الجزائري وسوف يعطي الأولوية لدستور جديد للجزائر وسوف يقلص من صلاحيات الرئيس"، وطالب الشعب عدم وضع كلمة فخامة قبل اسمه، وهي مشجعة للحراك نأمل من الجميع التجاوب معها والترحيب بها، لكي تعبر بلادهم إلى بر الأمان.
عبور الجزائر لبر الأمان هو استمرار لانكسار مشروع "الهلال التركي" وحلف الضرار عبر أدواتهم من الإخوان والمليشيات الإرهابية لاحتلال الدول العربية المطلة على البحر المتوسط بعدما فشل سابقا في مصر ويحاول حاليا في ليبيا، وهو ما عملت عليه تركيا مع ظهور موجة الربيع العربي
لن نكون جزائريين أكثر من الجزائريين أنفسهم ولن نكون أحرص منهم على بلادهم، فهم الأعرف بأمورهم الداخلية، لكن سنبقى أوفياء لكل الوطن العربي ومحبين ومخلصين له، فالشعب الجزائري هو من يقرر ذلك دون غيره، فعبد المجيد يُعد رئيسا شرعيا وفق الانتخابات واختيار وتصويت الشعب له، فهنيئا للشعب الجزائري وهنيئا للسيد عبدالمجيد تبون رئيسا وحاكما للجزائر، وكل ما نريده هو الأمن والأمان والاستقرار لهذا البلد العربي الأصيل، بعيدا عن الدبابات وصوت الرصاص والقتلى والاعتصامات وحالة الطوارئ والفراغ الدستوري والتدخلات الخارجية والمؤتمرات المتتالية والحوارات الفاشلة.
لا سيما أن هناك من كان يتربص ويترقب مآلات الأمور وكانوا ينفخون في الشباب الجزائري ويحثونهم على العنف وإحداث الفوضى لتتحول الجزائر إلى سوريا وليبيا ويمن أخرى، وأن هناك حربا خفية على الجيش والشعب الجزائري والجيوش العربية عموما كما يحدث حاليا في ليبيا وحدث في مصر، والدليل على ذلك ردود الأفعال التي فيها إنكار كامل وتام لرأي ورغبة الشعب عبر أدواتهم، وتعامل إعلامهم مع فوز الرئيس كأنه عزاء وصدمة مفاجأة وخسارة فادحة ومدوية وفشل كبير لهم وأتباعهم ولمشروع تدمير الجزائر، لهذا سيكتب التاريخ بأحرف الذهب النّفيس أن القائمين على المرحلة الانتقالية كيف أنقذوا شعبهم، وساقوا ونقلوا بلدهم لبر الأمان وتحملوا من أجل ذلك الكثير، على رأسهم أحمد القايد صالح، رحمه الله، الذي رحل بسلام وهو مطمئن بعد أن جنَّبتُ الجزائر المخاطرَ وسلَّمتها بالأيادي الأمينة.
عبور الجزائر لبر الأمان هو استمرار لانكسار مشروع "الهلال التركي" وحلف الضرار عبر أدواتهم من الإخوان والمليشيات الإرهابية لاحتلال الدول العربية المطلة على البحر المتوسط بعدما فشل سابقا في مصر ويحاول حاليا في ليبيا، وهو ما عملت عليه تركيا مع ظهور موجة الربيع العربي بإقامة هلال تركي موالٍ لها عبر الإخوان يمتد من مصر ويضم ليبيا وتونس والجزائر، وهو على غرار "الهلال الشيعي الإيراني" الذي عملت إيران على إنشائه، هلال موالٍ لها ويكون تحت نفوذها الذي يمتد من العراق إلى لبنان ويعبر سوريا