أحمد سعيد كرامة يكتب لـ(اليوم الثامن):
الهبة الجنوبية .. لإنقاذ المجلس الانتقالي الجنوبي
الهبة الجنوبية لانقاذ المجلس من أغلال إتفاق الرياض وتصحيح المسار السياسي ، وإعادة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي ليتواكب مع متطلبات المرحلة الراهنة .
بعد مرور أكثر من خمسون يوما على توقيع إتفاق الرياض وفي ظل عرقلة ذلك ، بالإضافة إلى الكثير من الخروقات وخاصة العسكرية من قبل الشرعية ، والتي تتنافى مع إتفاق الرياض ، نزداد يقين بأن الإتفاق كان فخ يراد به توريط المجلس الانتقالي الجنوبي مع الجنوبيين .
نوصي بأن يقدم المجلس الانتقالي بطريقة غير مباشرة وعبر قيادات ميدانية شعبية لقيام هبة شعبية في كل أنحاء التراب الجنوبي ، تطالب بضرورة رفع الظلم عن كاهل الشعب وتحسين مستوى المعيشة والخدمات بما تتناسب مع أدمية هذا الشعب وكفاحه الازلي ، وتفعيل إتفاق الرياض والضغط على الرعاة في التحالف العربي لتنفيذ ذلك ، أو التوضيح للرأي العام الجنوبي من هو الطرف المعرقل ، ووصول هذا الصوت الشعبي القوي للقوى الدولية المهتمة بتنفيذ الإتفاق .
يتم التعامل مع قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي بصورة مستفزة ودونية من قبل السعودية ، من أجل السيطرة على الشارع الجنوبي وترويضه بما يخدم مصالح الشرعية والسعودية ، الخديعة تكمن بأن السعودية توهم الانتقالي بأن الإعتراف بالقضية الجنوبية ومجلسها الانتقالي هو المنجز الأهم فقط ، وهذا خطأ فادح وجسيم بحق القضية الجنوبية وشعبها التي ستظل حاضرة بحضور الجنوب وشعبه حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
هدف السعودية هو أن يحتوي الانتقالي أي مظاهرات أو مسيرات أو إعتصامات أو كفاح مسلح ، حتى لو كانت تنادي بمطالب حقوقية حياتية كالرواتب وخدمات الماء والكهرباء والصحة والتعليم وغيرها من أساسيات العيش الكريم ، فخ قد يقع به المجلس ويصبح بمواجهة مباشرة مع حاضنته الشعبية التي عولت عليه كثيرا بمواجهة ورفع ظلم وتعسف الشرعية .
لم نعد نثق بالرياض وبرعايتها لأي إتفاق أو حوار أو مبادرة حتى لو نفد الإتفاق بهذه الطريقة المريبة فالتاريخ حافل بسلبية الدور السعودي في اليمن ، إن تشكيل حكومة تكنوقراط محدودة كان مطلب شعبي وإقليمي وليس إنتقالي ، وضرورة وطنية وإقليمية ودولية للحد من الفساد والفشل وإستنزاف المال العام وسرقته ، في وضع يعاني الشعب ويلات الحروب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية المفتعلة .
عدم تنفيذ إتفاق الرياض للأسف الشديد أصبح ورقة ضغط ومساومة وإبتزاز رخيص ضد المجلس الانتقالي الجنوبي لإحراقه ، والمماطلة والتسويف بتعيين محافظ لعدن ومديرا لأمنها وتوقف دوران عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وفشل الملف السياسي والأمني يدفع الشعب وحده وليس الانتقالي ثمنا لذلك ، والإصرار على بقاء معظم وزراء الفساد والفشل يضع تحت كل سؤال ألف خط وعلامات إستفهام هل السعودية راضية كل الرضى عن هذه الممارسات أللا مسؤولة ، أم أنها تتعرض لابتزاز رخيص من قبل الشرعية .
القادم لا يبشر بخير لأن الحاضر يقول أن رواتب قوات الحزام الأمني والدعم والاسناد والنخبة لم تصل للشهر الثاني على التوالي وشارفنا على دخول الشهر الثالث ، وأن عدن والجنوب في وضع خدماتي وإنساني مأساوي ومحبط للغاية ، في أول إختبار عملي لقيادة السعودية بعد إنسحاب الإمارات العربية المتحدة .