أحمد سعيد كرامة يكتب لـ(اليوم الثامن):
الرياض 2 .. الشعب خارج جدول أعمالهم
السيطرة التامة أو شبه التامة على النخب السياسية والأمنية والعسكرية وحتى الإدارية والاقتصادية لا يعني بالضرورة السيطرة التامة على الشعب ، أخطاء إستراتيجية كارثية ترتكبها للأسف الشديد القيادات السعودية المتعاقبة تجاه جارتها تعيسة الحظ والموقع اليمن بشطريه الجنوبي والشمالي .
يغيب عن القيادات السعودية في نهجها وفكرها مصطلح التقييم وتصحيح المسار وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي ، ولهذا نرى وسنرى سيناريوا تكرار نفس الأخطاء التي لازمت وتلازم القيادات السعودية بمختلف فئاتها ودرجاتها ومواقعها ، وكأن من يدير كل تلك المنظومة شخص واحد غير قابل للنصح أو المشورة .
مؤتمر الرياض 2 الذي فصل وخيط على مقاس مليشيات الحوثي لوقف الحرب الدائرة في اليمن منذ ثمان سنوات تقريبآ فشل قبل أن يبدأ ، بسبب تراجع الحوثي عن قبول تلبية دعوة مجلس التعاون الخليجي ، وبعدها كالعادة تحول المؤتمر أو اللقاء إلى مشاورات شكلية بين شماليي الهزيمة والاستسلام والمهجر ، الذين يدعون زورا وبهتانا تمثيل الشمال المسيطر عليه سيطرة تامة من قبل مليشيات الحوثي .
وبين نخب جنوبية لم ولن تتعلم من أخطائها الاستراتيجية القاتلة السابقة ، نخب إنتهازية متنافسة على تقديم صكوك الولاء والسمع والطاعة للمملكة ، ذهبنا إلى إلى الرياض 1 ، أربع سنوات عجاف تقريبآ من حوار جدة إلى التوقيع على الإتفاق الذي عمق جراح مواطني المناطق المحررة وزاد من معاناتهم وبؤسهم وشقائهم ، الان ستعلن المملكة عبر مجلس التباعد الخليجي وبطريقة غير مباشرة عن فشل المبادرة الخليجية وإتفاق الرياض 1 ووقف الحرب ، وستعلن عن تدشين مرحلة جديدة من الفشل والفساد والتخبط .
هم المملكة الأوحد الان هو الخروج من المستنقع اليمني بأي طريقة كانت ، ولكنها أيضا لا تريد أن تخرج بخفي حنين ، ولا تريد بنفس الوقت تسوية سياسية حقيقية ترضي جميع الأطراف الفاعلة والرئيسة على الأرض ، إنها تبحث عن أتباع وأدوات لكي تدير اليمن بشطريه عن طريق الريموت كنترول ونعود إلى المربع رقم واحد ، وقد تعلم أو لا تعلم المملكة أنها تسير على نفس النهج السابق في شمال اليمن ، الذي أدى إلى هذا الوضع القائم وخيانة وخذلان رعايا اللجنة الخاصة السعودية للمملكة في حربها .
سيخرج قريبآ في جنوب اليمن شعب يقول لا والف لا لسياسة الاذلال والتجويع والتركيع ، سيخرج الشعب الجنوبي ليقول لنخبه الانتهازية لم تعودوا تمثلون الا أنفسكم ومصالحكم الخاصة فقط ، سيطالب بالتغيير والتدويير قبل أن يطالبهم بالرحيل ، لأنه هو من قلدهم ونصبهم وفوضهم من أجل الدفاع عن مصالحه ومصالح الجنوب العليا قبل مصالح الإقليم .