مشاري الذايدي يكتب:

بعد الردع الأميركي لعصابات إيران في العراق

الهجوم الأميركي على معسكر تابع لإيران، تديره عصابة عراقية اسمها «حزب الله»، أو «كتائب حزب الله العراقي» في «القائم» على حدود سوريا، جاء في الواقع متأخراً للغاية!

ليس متأخراً في الرد على سلسلة هجمات صاروخية من كوادر هذه العصابة الإيرانية العراقية على أهداف أميركية بالعراق، لكنه رد متأخر على حصيلة سنين من التغول والتسرطن الإيراني في العراق.

في ظل النفوذ الأميركي العسكري والسياسي على العراق وفيه، توصف الولايات المتحدة، وليس إيران، بـ«قوة تحرير» هي من أسقطت نظام صدام حسين عام 2003.

وهي من مكنت، عبر حاكمها على العراق (بول بريمر)، أمثال إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وعبد المهدي، بعده من حكم العراق، في ظل ميليشيات عابرة للدولة تابعة لإيران ولقاسم سليماني، أعني كل العصابات التي تعنقدت لاحقاً مثل ثمر سام في شجرة الزقوم العراقية؛ «الحشد الشعبي».

الرد الأميركي الذي أوقع عشرات القتلى من عصابة «حزب الله العراقي» وخبراء «الحرس الثوري» الإيراني بالصواريخ الباليستية، كما سقط فيه الرجل «الثقة» لدى سليماني، وهو أبو علي الخزعلي، هذا الرد - على تأخره - أخاف كل عصابات «الحشد» ورموزهم السياسية، وفي مقدمة الرموز السياسية، عادل عبد المهدي نفسه! عبد المهدي ندد وغضب وهدد الأميركان، ولم يعرج أبداً على عشرات الهجمات الحشدية على مواقع أميركية عسكرية ومدنية في العراق!

ردود الفعل الأميركية على هذا النفاق السياسي العراقي تراوحت بين الاندهاش والغضب.

غير أن الدفع الإيراني بأتباعها في العراق للتفرد بالعراق دون أميركا وصل إلى مرحلة صريحة.

في الأنباء تمكن المحتجون المشاركون في موكب تشييع مقاتلي «كتائب حزب الله» الـ25 الذين قضوا في الغارات الأميركية، من عبور جميع حواجز التفتيش من دون صعوبة في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، وشارك عدد من أبرز قادة «الحشد الشعبي» في الاحتجاجات، بينهم رئيس هيئة «الحشد الشعبي» فالح الفياض، ونائبه أبو مهدي المهندس، وزعيم فصيل «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي!

هذه الأسماء المذكورة هم حكام العراق اليوم ومن يقمع العراقيين ويقتلهم في الشوارع.

هل تعرف واشنطن والغرب كله اليوم، لماذا يرفض بقية العرب تطبيع حال النظام الخميني الإيراني في الشرق الأوسط؟!

أما الدرس الحقيقي من كل هذه التطورات الأخيرة، فهو؛ حكام طهران وعصاباتهم العميلة في ديار العرب يفهمون الحوار ضعفاً... والقوة ردعاً حقيقياً.