ناصر التميمي يكتب لـ(اليوم الثامن):
ماذا بعد التسعون يوم !؟
ساهمت الحرب الدائرة في الشمال وبعض مناطق الجنوب في تأزيم الوضع فيه لاسيما الوضع الاقتصادي الذي إنعكس سلباً على حياة المواطن البسيط الذي يبحث على قوت يومه ولايجده في هذا الوضع المعقد وتخلي عصابات الشرعية عن دورهم الحقيقي في خدمة المواطن وراحوا يلهثون وراء نهب الأموال وتحويلها الى البنوك الأوربية وإستخدموها في بناء الفنادق والمطاعم والشركات وشراء الفلل الفارهة وتركوا المواطن يبحث عن راتبه التي سلبته عليه مافيا الشرعية التي تعيش حياة البذخ متجاهلة الشعب الذي بات يرزح تحت جحيم وشبح الموت.
في ظل تجاهل شرعية الموت لمعاناة الناس وعدم جديتها في إحداث أي تنمية في المحافظات الجنوبية نكاية بالمجلس الإنتقالي هذا يعد في العرف السياسي والقانون الدولي جريمة حرب وإبادة جماعية للشعب وماتقوم به هذه العصابات المسماة شرعية لم يحصل في أي بلد آخر على مر التاريخ لكنه القدر ساقنا في الجنوب لنظل تحت رحمة هذه الفئة المارقة التي وصل بها الحقد الى قطع الرواتب عن الجيش والأمن الجنوبي لفترات تصل لأكثر من ستة أشهر ومعا هذا تدعي بأنها شرعية يالها من مفارقات عجيبة وغريبة لايقبلها عاقل وحتى المجانيين باتوا ينظرون لها كعصابة جاءت في غفلة من الزمان ما بالك في العقال من البشر الذين لم يعد لديهم صبر على ماتمارسه حكومة هادي وقطعانه الجائعة التي لم تشبع طيلة سنوات من الفساد والنهب للأموال تحت مبررات واهية ويتهمون معارضيهم بالفساد وهم الذين بأيديهم مفاتيح خزائن البنك المركزي والثروات والضرائب كلها تذهب اليهم وهذه مفارقة عجيبة ومسرحية هزيلة يعزفون عليها.
في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن تهريب الأموال بالمليارات من خزينة الدولة بينما يترك الجنود بدون معاشات في ظل صمت حكومة العار التي تعمل على تأزيم الوضع لتحمل المسؤولية في ذلك على المجلس الإنتقالي وهذه حماقة من لايفهم في أمور السياسة شئ لقد حاول الإنتقالي فضح هذه الحكومة ووجه لها صفعة كبيرة لم تتوقعها أبداً بعد أن قام بتحرير الأموال المهولة التي كانت الحكومة تريد تسخيرها لصالح مشاريعها ولم تقم بتسليم الرواتب محاولة تسخيرها لضرب الإنتقالي والقضية الجنوبية من خلال شراء الذمم فقام الانتقالي بتسليمها للتحالف العربي ووضح الحكومة التي تتذرع بحجج واهية في موقف محرج لدى التحالف الذي تحفظ على هذه الأموال وفضح المشاريع التي كانت تنويها حكومة الغاب والمنافي.
ونتيجة لحساسية الوضع في الجنوب وتكالب الأعداء عليه ودخوله مرحلة جديدة من الصراع مع حكومة هادي والقوى اليمنية التي ترى في الجنوب كغنيمة وملك من أملاكهم وإنتشار حرب الخدمات والتجويع ومحاولتهم ضرب أمن وإستقرار الأمن الجنوبي وجد الإنتقالي نفسه أمام مهمة كبيرة وصعبة على عاتقة بعد أن إرتمت كثير من القوى الجنوبية في حضن الشمال وتركوا الجنوب فريسة سهلة أمام السباع الجائعة لكن الإنتقالي حمل المهمة على عاتقه وقال أنا لها وفعلاً كان قدها وحارب هذه القوى داخل عدن مع مواجهته للمتمردين الحوثيين في الضالع وغيرها من مناطق الجنوب وتمكن من طرد هذه القوى التي تريد إحتلال الجنوب مرة أخرى بغطاء الشرعية الزائفة بينما هي عبارة عن خدعة كبيرة لإستمالة الجنوبيين وفرض عليهم مشاريع الوهم والخيال وتمخض عن هذا الصراع الى مفاوضات جدة التي ولد منها إتفاق الرياض والذي يعد انتصار كبير للجنوبيين لكنه يواجه صلف وعناد بعض القوى المتجبرة داخل شرعية هادي التي تحاول إفراغه من مضمونة عبر زرع القلاقل والمشاكل هنا وهناك لكن مجلسنا الموقر لايزال يتعامل مع هذه الإختراقات بنفس طويل إحتراماً لهذا الإتفاق الذي رعاه الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والا لكان له موقف آخر صارم ! لكن صبره لن يدم طويلاً فلابد للصبر أن يكون له حدود كما قال الشاعر. !!
نحن أمام وضع مزري وخطير وتحدي كبير بالنسبة لنا كجنوبيين الذين نناضل من أجل هدف واحدوهو إستعادة الدولة من قبضة الإحتلال اليمني دون ذلك فلن يرضى الجنوبيين بأي شئ من المشاريع الوهمية التي يروج لها البعض من الجنوبيين الذين يعيشون في حصون الوهم وقلاع الفشل والعار الذي يلاحقهم وسيظل يلاحقهم طيلة ماهم يعادون شعبهم الذي يدعوهم للوقوف الى جانبه ويتركوا من يدفع بهم للدخول في صراع جنوبي جنوبي يكون فيه المنتصر قوى الشمال لتعيد إحتلالها مرة أخرى ونصبح بين أنيابهم مرة ثانية والتي ستكون علينا وبالاً وسوف ينكلوا بنا وتفتح السجون المرعبة لكل من يخالف أو يعارض سياستهم.
أنا هنا ككاتب صحفي ومحلل سياسي للوضع القائم ومايدور في جنوبنا الحبيب أرى من وجهة نظري أن المجلس الأنتقالي ليس بعيداً عن مايدور ولكنه يدرك ذلك وعلى دراية كاملة ومستعد لكل الإحتمالات التي قد تطرأ على الساحة الجنوبية وسوف يتعامل معها بكل شجاعة وحنكة وما قدومه على تأمين المبالغ المالية المخصصة للبنك المركزي وتسليمها للتحالف إلا دليل قاطع على انه بات يلعب لعبة المنتصر بالتنسيق مع قيادة التحالف بعد أن أدرك الحقيقة التي كانت غائبة عنهم وهذا مكسب سياسي آخر ينظم الى المكاسب الأخرى التي ححققها المجلس منذ تأسيسه فكل الرهانات التي تعزف عليها قوى المصالح خاسرة ولن يكتب لها النجاح في وجود قيادتنا الحكيمة التي قطعت عهداً بأنه لاتفريط ولامجال للتخلي عن إرادة شعبنا هذا يعطينا أمل كبير بأن إستعادة دولتنا بات قاب قوسين أو أدنى.
لقد مر الكثير منذ توقيع إتفاق الرياض ولم ينفذ منه سوى بنداً واحد المتثل بعودة الحكومةالى عدن و بقية البنود لاتزال في شد وجذب بين الطرفين الموقعين على الإتفاق و الأمور ضبابية غير واضحة المآل في ظل تزايد خروقات الشرعية المنبطحة التي تحاول التلملص منه وفتح صراعات أخرى وجر الجنوبيين الى الحرب التي لايريدها أحد إلا إذا فرضت علينا فنحن لها في حال مرت التسعون يوماً و لم ينفذ الإتفاق مطلقاً فماهي الخطوة القادمة من قبل التحالف العربي المناط به تنفيذ ذلك الإتفاق لاسيما المملكة العربية السعودية الراعية والضامنةله ؟؟ وهل سنكون أمام سيناريوهات جديدة ؟وهل سيستخدم التحالف القوة ضد المعرقل ؟أم ستترك الأمور مفتوحة على مصراعيها؟وماهي الأسباب التي أخرت التنفيد ؟وهل الإتفاق وقع كفخ لأحد الطرفين ؟وهل بنود الإتفاق نفسها المعلنة أو فيه أهداف أخرى خفية غير معلنة ؟وماذا لو إنفجر الوضع عسكرياً رغم كل أن المؤشرات توحي بذلك ؟؟ وماهي الخطوة المزلزلة التي سيتخدها المجلس الإنتقالي في حال فشل الإتفاق ؟ وهل التحالف جاد في فرض بنود الإتفاق أم وراء الأكمة ماوراءها ؟؟ أنا أعتقد إن الانتقالي سيكون بين خيارين لاثالث لهما الأول أن يتم تشكيل حكومة حرب مصغرة لإدارة الجنوب ومواصلة الحرب مع التحالف العربي والثاني أن يقدم على إعلان فك الإرتباط عن الجمهورية العربية اليمنية بعد أن أصبح شرعياً وممثلاً وحيداً بعد إتفاق الرياض الذي باركه العالم أجمع بمافيها الأمم المتحدة والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي الأيام القليلة القادمة هي كفيلة بالإجابة على هذه الأسئلة التي وضعتها للقراء ونحن منتظرين الخطوة المتوقعة بعد مرور التسعون يوم التي حددت كحد أقصى لإتفاق الرياض.