عماد الدين أديب يكتب:

خطأ أردوغان القاتل!

بوصول أول قوات رسمية تركية إلى الأراضي الليبية يكون رجب طيب أردوغان قد بدأ في ضرب أول فأس في حفر قبره السياسي.

هذه ليست مشاعر أو تمنيات أو تحليلاً عاطفياً، لكنه تحليل قائم على تقديرات حسابية تتعلق بقواعد الحروب وتحليل دقيق للقدرة العسكرية التركية.

كيف؟

أولاً: هذه عملية احتلال عسكري فاقدة للشرعية الدولية بدءاً من الأمم المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي وصولاً إلى حلف الأطلنطي وجامعة الدول العربية.

إذن نحن أمام عمل فاقد للغطاء الشرعي الدولي.

ثانياً: هذا عمل اعترض عليه نصف البرلمان التركي، وعادة حينما تكون هناك عمليات "قومية عظمى"، على حد وصف أردوغان، يكون الدعم السياسي والشعبي مطلقاً، وهو ما لم يحدث في حالة إرسال قوات تركية إلى ليبيا.

التاريخ أثبت منذ عهد العثمانيين والإيطاليين والإنجليز والألمان أنه من السهل أن تدخل ليبيا ولكن من الصعب جداً أن تعرف كيف تخرج منها.
لذلك كله فإن عملية أردوغان خطأ استراتيجي فادح مهما طال الزمن أو قصر!

ثالثاً: هناك إشكالية في الدعم العسكري التركي لليبيا، وهي طول خطوط الإمداد والتموين ما بين أقرب نقطة تركية ومثيلاتها الليبية.

رابعاً: ضخامة حجم مسرح العمليات في ليبيا، فالأخيرة هي رابع دولة من ناحية المساحة أفريقياً والدولة رقم 17 في المساحة عالمياً.

خامساً: صعوبة تضاريس الأراضي الليبية، ما يجعلها أحياناً أرض قتل أكثر منها أرض قتال.

سادساً: الدول المحيطة بليبيا برياً وساحلياً ليست دولاً صديقة لتركيا، أو على الأقل ليست متعاطفة مع أنقرة، مثلاً مصر واليونان وقبرص وإسرائيل أصحاب مواقف معادية للسياسة التركية، بينما تقف كل من الجزائر وتونس وسوريا ولبنان موقف أقل عداء لكنه ليس مؤيداً لأنقرة.

سابعاً: أردوغان يدخل هذه العملية وهو على علاقات سيئة بواشنطن وموسكو والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو!

ثامناً: شركتا النفط الكبريان في ليبيا وهما "إيني" الإيطالية و"توتال" الفرنسية تعتبران التدخل التركي كارثة تهدد مصالحهما.

تاسعاً: التاريخ أثبت منذ عهد العثمانيين والإيطاليين والإنجليز والألمان أنه من السهل أن تدخل ليبيا ولكن من الصعب جداً أن تعرف كيف تخرج منها.

لذلك كله فإن عملية أردوغان خطأ استراتيجي فادح مهما طال الزمن أو قصر!