ماجد الداعري يكتب:
إلى ناصر عبدربه.. قد كان غيرك أشطر وأقوى وأجدر!
مانفع والدك العسكري المجرب وهو القائد العسكري المتخرج من أعرق كليات الاتحاد السوفيتي سابقا، ولاقدر يحكم او يدير حتى محيط عائلته ويحمي ويدافع عن بيته وحرية تحركه بالعاصمة صنعاء، وهو الرئيس التوافقي الذي حضى باجماع وطني غير مسبوق وقبول وترشيح من كل القوى السياسية اليمنية تقريبا وبدعم مختلف من قبل دول الإقليم والمجتمع الدولي، ولم يستطع تأمين نفسه في قصره داخل وطنه وهو الحاكم الشرعي لليمن والقائد الأعلى لقواته المسلحة والأمن، وبالتالي فكيف ينفع إبنه الغارق في الثراء المالي والاستثمار بأوجاع ومقدرات شعبه ومعاناة بلده الهالك في مجاعة متوحشة لم تعرفها الإنسانية من قبل،كون سر النجاح عزيزي يتمثل ببساطة في غياب عنصر الحس القيادي وتوفر الارادة الوطنية والبطانة الصالحة الأمينة ذات الكفاءة والمسؤولية حول والدكم الرئيس المنفي خارج بلاده وبعيدا عن شعبه للعام الرابع.
ولذلك أقول لك اخونا وصديقنا بالبلدي اليمني:
ابرد لك وبطل قنفزه لوكانت شمس كانت أمس ولو كان التوريث ممكنا في بقايا وطني المدمر بحنكة قيادة البابا وحكمة سماحة سيد مران ومليشياته العابثة،كان غيرك أشطر وأقوى وأجدر.
ولذلك خذ نصيحة أخوية مجانية من شخص قد يكون أصدق معك من كل من حولك من متنفعين وطبالين: لاتصدق مراسيم ولاتشريفات البابا، وتزلفهم واقوالهم المنمقة بأنك المنقذ الملهم ووريث العرش المبجل والقائد المحنك الذي لايعجز ولايهزم، لأنك تعرف جيدا انك ومن حولك اليوم هربتم نهارا من قصر المعاشيق، قبل وبعد أول طلقات الاشتباك مع الإنتقالي،واظنك محقا في ذلك، باعتبار الموقف يستدعي الحكمة والتعقل كم جهة خلافا للشجاعة والحنكة والقيادة والجدارة وغيرها من الصفات التي تستدعي ان يكون لهم قرارات أخرى تقتضي المواجهة والتضحية والاستبسال مهما كانت النتائج طالما كان الهدف مشروعا والمهمة وطنية شريفة.
يعلم الله أنني لا احمل عليك مثقال ذرة من حقد او كره شخصي ولا ابحث عن خير ارتجيه منك ولا والدك ومن حولكما، بقدر حرصي على نصحك لتجنب استفزاز شعبك الجائع والمحروم من أبسط وأهم الخدمات الرئاسية التي لم يسبق ان تعطلت وحرموا منها الا بعهد والدك الميت الحي، وحتى لا تكتسب عداوة انت في غنى عنها، فظهور صورتك في توقيت كهذا وحدث بحجم رحيل سلطان عمان وتقديم التعازي والتهاني للسلطان الجديد، يضع الف علامة استفهام ويزيد من وتيرة غضب الشارع اليمني المحتقن ضد استمرار فشل نظام والدك وغرق حكومته ومؤسساتها في فساد متغول ينخر كل مقدرات الوطن وخيرات الشعب الميت جوعا ومرضا وحربا. وكان الله في عون الجمبع.