عفاف سالم تكتب:

عضو هيئة التدريس صالح حمادة قد غدا في ذمة الله

البسطاء يعيشون غرباء ، و يموتون غرباء ، ينزوون بصمت و يعملون بصمت ويغادرون دنيا البشر الفانية بهدوء وصمت.

كلية التربية زنجبار قبل ايام معدودة فجعت برحيل عضو الهيئة التدريسية صالح حمادة الذي انتقل لذمة ربه عقب ذبحة صدرية بحسب ما قيل لنا و لا حول ولا قوة الا بالله .

الجدير ان الفقيد صالح حمادة كان انموذجاً من الرقي الاخلاقي طيبة و استقامة ، فضلاً عن جدية واخلاص في عمله .

رحل صالح حمادة و برحيله اسدل الستار عن حياة كانت حافلة بالعطاء والعمل .

بالمناسبة الفقيد صالح حمادة قد اخذ الماجستير من جامعة عدن وكان متأهباً لنيل الدكتوراه بالابتعاث الخارجي فيالقصر الامل حينما يحول الموت دون المبتغى !!

لكن العزاء ان الفقيد قد ترك بصمة طيبة في نفس جل من عرفه من الطلاب والاساتذة و الموظفين فعساها تكون شهادة شافعة له .
الجدير ان الأجل المحتوم قد باغته دون سابق انذار ، و دون ان يعد العدة وسبحان الله سعئ للابتعاث الخارجي فغادر الدنيا بأسرها رحمه ربي وطيب ثراه.

وهنا اتساءل فهل من الاحياء من معتبر ؟؟ ام ان الجمع قد غرته دنيا الفناء حتى تمكن من نفسه الظن انه بمأمن من الرحيل ؟؟ واعجب كيف لا يعتبر بشر من تصاريف ومكاتيب القدر المباغتة ومن المنية التي تنشب اظفارها في العباد فما نفيق الا وعزيز قد طواه الردى ، و استبدلت داره العامرة بالحياة و الحركة والضحك و انواع الفرش و الكماليات والانارات الى مكان موحش لا انيس فيه ولا جليس ، مكان انعدمت فيه الكماليات و الضروريات معاً بل حتى زينة الحياة الدنيا من المال و الولد قد تركها او تركته حينما خلفها ومضئ لحال سبيله وحيداً دونها.

اما تعلم ان الولد قد يرافقك في احسن الاحوال بجنازتك ثم يعود ادراجه لينشغل بحياته وما جمعت له وتذكروا ان الجسم الذي نبت من حرام فالنار اولئ به كما ورد عن النبي وطوبى لمن لم يشرك بالله و كان مطعمه ومشربه من حلال فقد فاز فوزاً عظيماً ثم ان كان الولد صالحاً و باراً دعا وتصدق لك وان لم فعوضك على الله ايها المسكين و يا للمصاب الجلل !!

اقول كيف لا تحتاج في حلكة القبر الئ من افنيت حياتك لأجله للتسرية عنك بالدعاء والصدقات الحلال فأنت في كربات وبحاجة للتسرية عنك بالصالحات سيما و قد غزت مرقدك ظلمة ووحشة وغدا فراشك ودثارك التراب و سكنت اليوم بين اللحود ولأمد معدود قبل ان يستشري الدود العابث بكل جسدك ولا تملك ازاحته ، بل تستسلم له يفعل ما طاب له حتى يجهز عليه، اذ لم تعد تملك من امرك شيئ سوئ ما قدمت فإن عملت خيراً فخير وان تكبرت وتجبرت فلا تلومن الا نفسك وراجع حسابك ليوم تشخص فيه الابصار ويحشر الله المتكبرين كالذر تدوسهم اقدام الناس واعلموا انه لا يدخل الجنة من كان بقلبه ذرة من كبر ومن تواضع لله رفعه .

نسأل الله ان يرحمه وجميع اموات المسلمين ويرحمنا وان يهدينا لأحسن الاخلاق فلا يهدي لاحسنها الا انت يا الله ونسألك ياربنا العيش بسلام و حسن الختام .

وما تنسوا الصلاة و السلام على سيد الامة وبدرها التمام عليه افضل الصلاة والسلام.

عفاف سالم