د. علي الخلاقي يكتب:
هِمَمٌ تقهر الجبال..لتشق طريق العر- العرقة في يافع
(إهداء إلى صديقي "أبى أحمد القحيم"وأمثاله المقدامين من أهل الهمم والعزائم في كل عمل عظيم في وادي العراقة والأصالة..وادي البُن والخضرة والجمال)
*******
المعدات الصفراء التي تواصل عملها في تفتيت الجبال وهي تشق طريق العُـر - العـرقة, أو في جبل اليزيدي وحمومة وجبل موفجة وغيرها من سلاسل الجبال في يافع ليست قاهرة الصخور, كما تصفها يا صديقي أبو أحمد القحيم..
إنكم أنتم أيها الرجال النشامى من يقهر تلك الجبال ويلين قساوة صخورها ويفتتها بعزائمكم وهممكم التي تعانق السماء, وبدون ذلك فتلك المعدات الصفراء لن تكون سوى كتلة من الحديد لن تحرك ساكناً ولن تشق طريقاً وقد تتحول إلى خردة مُهملة , كما حديث في طريق باتيس –رصد حيث تتكدس هناك مثل تلك المعدات التي أصابها الصدأ..
لذلك فأنتم وأمثالكم من أهلنا المقدامين في وادي العراقة والأصالة, من يقهر الصخور ويطوّع الجبال, وكذا أمثالكم في كل مناطق يافع التي تشهد ثورة طرقات غير مسبوقة, وليس لها نظير في بلادنا, ولم نسمع بمثلها في أي مكان من دول العالم, لأن مثل هذا العمل هو في الأصل من صميم عمل ومهام مؤسسات الدول التي تحترم نفسها وتخدم مواطنيها.
لقد سبق لي أن زرت العرقة عن طريق العُر برفقة صديقي المغفور له (أبى ماجد القحيم) وشاهدت بأم العين تلك الطريق الوعرة بمنحنياتها الجبلية التي شقها الأهالي بأظافرهم وبأدوات بسيطة دون استخدم تقنية الآليات الحديثة لعدم توفرها وقتئذ, وكانت بداية طيبة أوصلت السيارات إلى وادي العرقة بتجمعاته السكانية المتناثرة, ثم بادرتم لإصلاح وترميم منحنياته الصعبة بفرشها بالاسمنت للتخفيف من خطورة المنحنيات الصخرية مع استمرار أعمال صيانتها عند أية اضرار تصيبها جراء السيول. وها أنتم الآن تقدُمون على خطوة هامة تضاف إلى رصيدكم في العمل الأهلي المثمر بعد أن فقدتم الأمل في الدولة.. وقد شرعتم قبل أيام بهذا العمل العظيم, الذي توظفون فيه هذه التقنية الحديثة لتجديد وتوسعة وتحديث الطريق الجبلية الهامة التي تربط طريق العر بوادي العرقة وذي ناخب, وادي البُن والخضرة والعراقة والجمال, وبقدر إشادتنا بجهودكم المخلصة وتعاونكم وإصراركم على المضي قدماً في استكمال ما بدأتموه, نظراً لصعوبة الطريق القديمة التي لم تعد تلبي حركة التطور والنهضة المعمارية والتجارية التي تشهدها المنطقة وتحسن ظروف المواطنين وكثرة أعداد السيارات والآليات.
ولا شك أن استكمال هذا العمل الجبار يتطلب أولاً تعاون وتكاتف جهود سكان قرى وادي العرقة, وثانيا تعاون ودعم رجال المال والأعمال والمجموعات الداعمة والمغتربين من أبناء يافع عامة فهم عماد ثورة الطرقات التي تشهدها يافع على مستوى مديرياتتها ما بين شق طرق جديدة في الجبال أو توسعة ورصف طرق جبلية أو فرش البساط الأسود (الزفلت) في بعضها وجميع تلك المشاريع على نفقة أهل الخير وتعاون الأهالي, الذين يتنافسون في مثل هذه الأعمال المفيدة والهامة, وفي مثل ذلك فليتنافس المتنافسون.
ولا بد من التأكيد أيضاً على تظافر جهود السلطات المحلية في مديريات يافع وخاصة سباح ولبعوس والحد لتسهم بقسطها في دعهم وانجاح هذه الجهود الأهلية, لما لهذا الطريق من أهمية حيوية واستراتيجية, ليس فقط في كونه يقدم خدمة لمناطق وتجمعات سكانية كثيرة في وادي العرقة والأودية المجاورة لها, بل وفي كونه يمثل شرياناً هاماً يربط مديريات يافع التابعة لمحافظة لحج بمديريات يافع التابعة لمحافظة أبين, عن طريق مديرية الحد..
ختاماً..نأمل أن تجد هذه الدعوة صدى طيباً من قبل الجميع..
وتحية تقدير لكل الداعمين والعاملين في هذه المشاريع العامة التي تقرب المسافات والتواصل بين مناطق بلادنا ويستفيد منها كل العابرين فيها دون استثناء.