مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
حرب غير تقليدية في عدن ام وضع صحي كارثي ؟
إذا كنت شخصًا منتبهًا ، فمن المحتمل أن تكون قد لاحظت بالفعل حدوث شيء غريب في اليمن على مدار العشر سنوات الاخيرة وخاصة في مدينة عدن ، حيث نموت ونضعف من خلال الاصابة بأمراض فتاكة دون معرفة السبب والمصدر فهل هذه الحالة طبيعية ومنطقية ؟.
أنا شخصياً أعرف العديد من الناس الأصحاء ، الذين نشأوا في قرى ذات بيئة مدهشة الينابيع والجبال الخضراء والطعام الصحي الطبيعي ، ولكن لسبب ما لم يعد ورثتهم جميعًا مثلهم يملكون العافية وكثير منهم توفوا في عمر الشباب بسبب الذبحة الصدرية , واذا لم تكن البيئة هي السبب في وفاتهم فما هو يا ترى ؟ أم أن النخبة العالمية لا تخطط لترك مجموعات عرقية على وجه الأرض لا تسهم في التطور و العلم وتتضاعف بسرعة و اليمن ليست استثناء.
تعتمد حيوية الدولة على حيوية الأشخاص و في المقام الأول على الصحة الجسدية لنصف الذكور من السكان وهذا ليس انتقاص من حقوق النساء وسلامتهم النفسية والجسدية ، وانما الوضع الصحي في اليمن للرجال يتدهور بشكل مخيف ، لذلك سأركز على هذا الموضوع كون الاوضاع الصحية لهم في عدن بالذات لا تبشر بخير ، يمكن بسبب رداءة وضعف المنظومة الصحية المدمرة بسبب الحرب او سأفترض واتمنى ان يكون افتراضي خاطئ ، ان هناك اصابع ارهاب بيولوجي يمارس بصمت وذكاء شديد في عدن .
الارهاب البيولوجي ضرباته غير واضحه وغير مباشره وخطرة ، بعض الامراض الناتجة عنه لا تتسبب في أمراض معدية وانما امراض قاتله مبهمة السبب والمصدر ، و قد ترى دلائل على وجوده من خلال انتشار مرض خطير فتاك غير مفهوم السبب والكثير من اصدقائك و اقاربك وجيرانك بسبب هذا المرض اما في المستشفيات " العناية المركزة " او في "المقابر" وانت والكثير من الناس لا تدرون ما هو مصدر المرض وكيف يصيب الناس وكيف يدخل الى اجسادهم ، هل عبر استنشاق الهواء او الماء او من الادوية الفاسدة او الاكل او من جرح بسيط على سطح الجلد او حتى بواسطة معجون الاسنان او الحلاقة .
كل رحلة جوية ذاهبة من عدن الى القاهرة يكون اكثرية ركابها من مرضى الذبحة الصدرية ، اما صفحات التواصل الاجتماعي والصحف اليومية فهي لا تخلوا من بيانات التعازي لشباب توفوا بسببها ، في السنه الماضية فقط خسرت 4 من الاصدقاء الاعزاء وجميعهم ماتوا بسبب الذبحة الصدرية الفجائية اضف عليهم 8 اشخاص تمت معالجتهم في مستشفيات داخل وخارج البلاد ، والملاحظ ان انتشار الامراض الفتاكة لا تقلق بال ممثلي السلطات الصحية في عدن ، ولا تهتز لهم شعره من ازدياد حالات الوفيات الناتجة عن هذه الامراض، ولست افهم هل هذه اللامبالاة ناتجة عن وجود مناعة سرية لديهم من هذه الامراض ام هو تكاسل او غباء مهني او تقصير متعمد ، لا نه لا توجد لا تقارير ولا مؤشرات ان هناك من يقوم بدراسة او ابحاث عن سبب انتشار الامراض الفتاكة في عدن وما هي مصادرها ، والغريب ان هذه الامراض تحصد ارواح الرجال اكثر من النساء في عدن وبشكل ملحوظ وكأن هناك من يشتغلنا " جينيتيك " يستهدف الذكور اكثر من النساء ، وربما من يدير او يشرف على هذه الحرب او الارهاب او المصيبة ليس فرد او جهة عادية او منظمة ارهابية ، بل طرف كبير في غاية القوة والذكاء والامكانيات ويستخدم اساليب الهجمات الغير المباشرة للإضرار المخفية كاستراتيجية طويلة المدى عن طريق سموم صعبة الكشف تضرب أكبر عدد ممكن من الناس اغلبهم من حملة الجينات " الذكورية".
سيناريو التسميم الذكي قد يبدوا للبعض امر من افلام الرعب او الخيال العلمي ، ولكن انا لا اعتقد ان بإمكان احد أن ينفي هذا الاحتمال وهومن الاشياء الممكنة واسألوا عن حمى "وادي سان جوكوين " ولمن كانت مخصصة وهي من تجارب اربعينيات القرن الماضي ، والسؤال هو اين السلطات الصحية والرقابة في عدن من الأغذية والادوية المزورة والمهربة ؟ اين الرقابة الصحية من سلامة مصادر المياه والمحاصيل الزراعية ؟ اين الرقابة الصحية من التدابير الوقائية لأمن الأغذية ومن التلوث العمدي لها ؟ اين السلطات الصحية في عدن من رصد الأمراض الفتاكة والوقاية الوطنية منها؟ هل هناك اتصال وتعاون دوليين في قضايا الامراض الفتاكة بين اليمن ومنظمة الصحة العالمية ؟ وهل هناك نية في المستقبل القريب للاستثمار من الوقت والجهد والموارد لأمن الغذاء والماء و الهواء ؟لماذا لا توجد اجابة علمية على سؤال لماذا تنتشر الامراض الفتاكة في مدينة عدن بالذات ؟ هل هناك من يحاربنا جينيا (الاسلحة العرقية) ام نحن حقل تجارب ؟ او النظام الصحي في عدن خارج الجاهزية والقائمين على امور الصحة في عدن كذلك ؟
مشكلة تدهور الأمة صحيا هي أكثر المسائل حدة وخطورة و أكثر أهمية من أي شيء اخر في كل دول العالم وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي و الحفاظ على تماسك البلاد والاقتصاد والعلاقات بين الأعراق .