عفاف سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):

جامعة ابين.. وممارسة سياسة تكميم الأفواه للأقلام النزيهة

منذ اسابيع استدعيت للتحقيق من قبل الجامعة بخصوص مقال كتبته عن ظلم الجامعة لأبناء المحافظة وعدم استيعابهم فضلاً عن مزاجية القبول من قبل المسجل العام الذي تجاوز اربعة عقود ونصف من العمل بالكلية مارس فيها كل الادوار من خلف الكواليس فهو العميد والنائب لشؤون الطلاب و مسجل الكلية في وقت واحد وتم تعيينه مجدداً مسجلاً عاماً عقب اعلان جامعة ابين بدلاً عن التقاعد فقد بدا انهم لا يستطيعون الاستغناء عنه ولذا غضوا الطرف عنه و منحوه الصلاحيات وفق ما يرجو و زيادة وليت كل من تجاوز العقود الاربعة اوالخمسة من الاساتذة في الخدمة يتم تعيينه مجدداً كما حدث بجامعتنا ولا تعليق ...

الاستدعاء كان يوم الاربعاء وفيه تم تجنب ذكر الاسماء للجنة وتم الاكتفاء بالصفة الادارية المبهمة الذي علق عليه احد الدكاترة بقوله ان الهدف منه تهويشياً وقال الاخر بل تشويهياً لكن قلمك معروف بنزاهته للقاصي والداني وكان عليهم ايجاد طريقه افضل للتحاور و التخاطب واختيار اسلوب مناسب وليس التحقيق الذي يدينهم و يكشف سياسة ممارسة العنف ضدك.

الجدير ان التحقيق جاء في وقت متأخر جدا وكنت اتمنئ ان يكون الهدف منه وضع المعالجات وتوسيع الطاقة الاستيعابية وهذا ما قلته حرفياً
بالمناسبة التحقيق قد جاء بإيعاز من المسجل العام تم قبل انتهاءالفصل الدراسي بما فيه الامتحانات ومع ذلك ذهبت للمصلحة العامة اما ان كان له هدف آخر فحينها سيكون لكل حدث حديث .

الزملاء والزميلات عملوا تعليقات ساخرة حول دعوتي للتحقيق و مازالت تتوالى .

المهم حالياً لن اخوض في التفاصيل حول اسئلة التحقيق التي اتحفظ عن ذكرها فقد بدا جلياً انها كتبت عقب او اثناء تخزينة دسمة بحسب ما كشفته طريقة صياغة الاسئلة لكن ما علينا ...

لكنني في هذه الاستراحة سأسجل ما استوقفني في ديوان الزبيري كونه لامس الوضع بل و جاء من وقع الحافر علئ الحافر كما يقولون وكادت ابياته تسرد تفاصيل الاحداث معي و بدقة فما اشبه الليلة بالبارحة .!!!

الوقفة الاولى ابيات مختارة من قصيدة الزبيري( مصرع الضمير ) وقد قدم لها بقوله : ( حينما قدمت الى اليمن من مصر1941 انهالت علي النصائح بان الزم الصمت والخمول و اغض الطرف عن كل ما اراه ... وقيل لي اذا اردت العيش سعيدا مع اهلك وان تنال الرتب و الوظيفة فلا بد ان تتبع هذه التعاليم. اما اذا رفضت ذاك فلا تنتظر غير بلايا ورزايا ومحناً متلاحقة وقد حذروني اشد التحذير من ان القي خطبة او محاضرة او اجتمع بأي فرد مستنير، و في هذا الجو المكفهر جاشت نفسي بهذه القصيدة) يقول فيها :
مت في ضلوعك يا ضمير... وادفن حياتك في الصدور
اياك والاحساس فالدنيا العريضة للصخور
لا تطمئن الئ العدالة فهي بهتان وزور
حطم دماغك انه ... شر برأسك مستطير
مزق فؤادك انه ... يؤذي الخليفة و الامير
لا تنطقن الحق فهو خرافة العصر الغرير
لا تنتصر للشعب. ان الشعب مخلوق حقير
واحذر تصدق رؤية العينين. او نبض الشعور
فإذا نظرت دجئ فاعلن انه الصبح المنير
واذا ترئ الشيطان عربيداً فقل ملك طهور
فالنصح من شؤم الفضول... ومن أضاليل الغرور
.. ..
اه لمصرع امة دفنت ومابرحت تسير
كانت اسود الغاب. وهي اليوم دود في القبور
والامر بالمعروف كفر بالمليك وبالوزير
لا تتركوا قلماً يسطر. او دماغاً يستنير
لا تأمنوا العقل المفكر ، فهو خوان كفور
لا تنشروا العرفان ، الا في المبادئ والقشور
فالعلم يكتشف الزوايا والخبايا والستور
ودعوا لنا شعب نحنطه بأوهام العصور
ونذيقه نوما يغط به الى يوم النشور

ومن نص اخر بعنوان الئ الغاضبين علينا
ايها الغاضبون من ثقة الشعب... بنا و المؤلبون علينا
مااحتكرنا نضالنا بل دعونا... فرفضتم ان تفهموا ما عنينا
ساءكم اننا انفردنا بعزم وصمود... واننا ما انثنينا
ومنها
منحونا الدنيا لكي ننبذ الشعب... ونغض عن ظلمهم فأبينا.

بالمناسبة رئيس التحقيق محمود عاطف هو استاذي و زميلي كلفنا للعمل معاً في اكثر من لجنة حينما كان عضواً في الهيئة التدريسية ، وحديثاً اميناً عاماً عينوه و بالمهمة قد كلفوه!!!

اما بالنسبة لي فلست من وجهة نظرهم من المشمولين بالرعاية الاستحقاقية ولست وحدي من يعاني الاجحاف بل هناك من غادر الدنيا بأسرها دونما انصاف او تقدير.

الجدير انني سابقاً منحت المناصب التي ان كنت قبلتها ستشملني الترقيات العليا و لكنت بالملحقية الثقافية او من سفراء النوايا الحسنة او درجة تشريفية بالمشاركة في الحوار الوطني الذي ادركت منذ البداية انه لم ولن يثمر و صدق حدسي فعلاً ، فضلاًً عن درجة حالت الحرب دونها و ترددي في قبولها لانني ببساطة لست ممن يبحثون عن المناصب و المكاسب وقضايا الناس هي اولوياتي وشغلي الشاغل ماجعلهم يطلقون علي تارة وزير حقوق الانسان وتارة وزير الشؤون الاجتماعية و صاحبة القلم الحر و هي درجات تشريفية مجانية و سلامتكم

وما تنسوا الصلاة و السلام على النبي الامي الهمام وبدر الامة التمام.

عفاف سالم