أحمد سعيد كرامة يكتب:
أيها الجنوبيون الأبطال .. سعيكم مشكور
آن الأوان لتعلموا أن الحرب ليست هدف وغاية ، بل وسيلة لبلوغ هدف سياسي فقط ، قاتل الجنوبيون بشراسة وبشجاعة ووفاء ، قلما تجدها في زمن الخيانة والعمالة والارتزاق ، هناك من دول التحالف من بادلت الوفاء بالوفاء والإخاء كدولة الإمارات العربية المتحدة .
رغم ما عانته الإمارات من شتى أنواع اللؤم والتجريح من قبل فئة قدمت مصالحها الحزبية والشخصية على حساب المصلحة الوطنية العليا ، لم نرى منها غير الإخاء والمودة والاحترام والتقدير والدعم أللا محدود .
صرفت رواتب القوات المسلحة الجنوبية بالريال اليمني لشهري أكتوبر و نوفمبر بواقع 150 ألف ريال يمني للشهر الواحد ، الغريب المحزن أنه كتب على قسيمة صرف الرواتب مكرمة من الملك سلمان وليس راتب مستحق لتلك القوات ، مكرمة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه تكون غالبا بالريال السعودي وليس بالريال اليمني .
ولكنه الكيل بمكيالين جعلت حلفاء وشركاء التحالف العربي من الجنوبيين بوضع لا يحسدون عليه مطلقا ، أكثر من أربع سنوات تقريبا تقدم لنا الإمارات كل أنواع الدعم العسكري والاغاثي والمالي ولم نسمع بمكرمة الشيخ محمد بن زايد سوى بالأعياد والمناسبات والاعراس ، أما الرواتب المستحقة فهي حق مكتسب وليس مكرمة ملكية أو شرعية .
نستطيع الإعتماد على أنفسنا من مواردنا المالية المحلية في صرف رواتب السلك المدني والعسكري والأمني في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة المجاورة ، وعلى هذا الأساس يجب وضع دراسة ورؤية وهدف لما بعد إنسحاب التحالف العربي كليا من عدن والجنوب ، لكي لا نقع بمأزق عام 1990م بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي ، وهرولتنا نحو حتفنا الوحدة اليمنية المشؤومة .
أتمنى من أبطال الضالع وغيرهم في جبهة الضالع عقد هدنة غير معلنة مع مليشيات الحوثي ووقف الحرب التي لا هدف لها بتلك المناطق الشمالية ، لأنه لا يوجد هدف عسكري أو أرض جنوبية مغتصبة في تلك المناطق ، أعتقد أن معظم الأهداف العسكرية تم تحقيقها ، وتم تأمين مدينة الضالع وباقي المناطق الجنوبية من التهديد المباشر من قبل مليشيات الحوثي .
وعلى أبناء الضالع أن يستفيدوا من فرصتهم الذهبية الوحيدة بنهضة مدينتهم وقراهم ، من خلال فتح مكتب ترسيم حدودي للمشتقات النفطية وكل البضائع التي تمر عبر الضالع للمناطق الشمالية .
الإعتماد على النفس فضيلة ، والاعتماد على الأشقاء إلى مالا نهاية رذيلة وعجز ، سيؤدي بالفعل إلى ضعف القرار والإرادة ، وبالتالي نكون قد وضعنا أنفسنا في حفرة عميقة يصعب الخروج منها .