الرئيس هادي يختار قطر

لم يكن ذلك التضامن مع دولة قطر من خلال إصدار بيان تضامني بالعمل السياسي الموفق من قبل رئاسة الجمهورية اليمنية , الطيور على أشكالها تقع ولكن رئاسة الجمهورية تفضل الوقوع دائمآ على الوقوف بثبات , الازمة القطرية الخليجية الان كانت سببها قطر و تتحمل قطر تبعات تلك التصرفات و الممارسات اللامسؤولة من دولة خليجية أسأت دائمآ للخليج و العرب , بدأت قطر تدخل بأزمة جديدة كبيرة قد تعصف بسلطة أسرة آل ثاني الحاكمة بقطر بسبب تصرفات و تحالفات قطر المشبوهة و التدخل السافر بشؤون الدول العربية لقلب نظام الحكم فيها و تنصيب جماعة الإخوان المسلمين حكام جدد في تلك الدول للسيطرة عليهم مستقبلا .

 

 

القشة التي ستقصم ظهر دولة قطر هي عملية الانزال التي قامت بها قوات التدخل السريع الخاصة بالولايات المتحدة الامريكية في قرية تعتبر ملاذا أمن لبعض من قيادات تنظيم القاعدة باليمن , نشرت صحيفة فورين بوليسي الامريكية المتخصصة بالجوانب الاستخباراتية و الامنية خبرا بأن القوات الامريكية تحصلت على وثائق مهمة بعد ذلك الإنزال في البيضاء اليمنية تثبت التورط القطري بدعم تلك التنظيمات الإرهابية في كثير من دول العالم , لا يخفى على أحد الوساطات التي كانت تقوم بها قطر بين المنظمات الارهابية وبين بعض الدول من أجل إطلاق سراح بعض المختطفين أو الأسرى , بل وتساهم بدفع المبالغ لغرض تسهيل نجاح تلك الصفقات الغير قانونية وهذا يعتبر تمويل مباشر لتلك المنظمات و عملياتها الإرهابية .

 


التدخل القطري في شؤون الدول العربية للإطاحة بتلك الأنظمة كان تحدي سافر للإقليم و العالم أجمع وأتئ ذلك في وقت و مرحلة كان العالم منهمك في الصراعات و الأزمات التي عصفت بالكثير من دول العالم في ظل سلطة أمريكية ضعيفة و مهزوزة بقيادة الرئيس الامريكي السابق أوباما , الان وفي ظل سلطة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب تغيرت السياسة الامريكية من أقصى اليسار لأقصى اليمين في تحول كبير على المستوى السياسي و العسكري .

 

 

ستتعرض قطر لعقوبات أميركية لأول مرة منذ تأسيس تلك الدويلة الصغيرة المارقة , غالبية دول الخليج و الدول العربية قد تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر مالم تغير قطر من سلوكها العدواني التخريبي تجاه الكثير من الدول العربية التي لم ترى من قطر غير المؤمرات والأزمات و الحروب فقط , الازمة ألقطرية الجديدة كانت بسبب تصريحات أمير قطر التي هاجم فيها السعودية والإمارات بصورة مباشرة , أمير قطر يشعر بخطر كبير قادم يهدد وجود آل ثاني على كرسي الحكم بقطر , الخطر القادم هذه المرة قادم من الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى أن قطر متورطة بصورة مباشرة بما يحدث من دعم مباشر مالي و لوجستي للمنظمات الارهابية و عملياتها التي عصفت بكثير من دول العالم , أرشح دخول دول عظمى على الخط الامريكي بسبب تعرضها لموجات من العمليات الإرهابية وهي فرنسا و بريطانيا و ألمانيا وغيرها من دول العالم المتضررة من تلك العمليات التي كانت خسائرها فادحة على المستوى البشري و الأمني و الإقتصادي و السياسي .

 

 

لا يخفى على أحد الدور القطري التأمري تجاه مايحدث لدول الخريف العربي وكيف ساهمت قطر إعلاميا من خلال قناة الجزيرة القطرية ودورها في التغطيات الإعلامية لتأجيج مشاعر تلك الشعوب التي كانت نتيجتها صراعات دموية أدت لحروب أهلية في معظم دول الخريف العربي وإلى قتل عشرات الالاف و إنهيار كامل لتلك الدول , قطر ورطت شعوب الخريف العربي و تركتهم يواجهون مصيرهم المأساوي المجهول النتائج , الكارثي العواقب , قطر لم تقدم لتلك الشعوب حتى الغذاء أو الدواء , لأنها تعتبر أن تلك الشعوب غير جديرة بالمساعدات القطرية لفشلها بتنفيذ المخطط القطري التأمري الفاشل .

 

 

الرئس اليمني هادي يكرر خطأ سلفه الرئيس المخلوع صالح في أحداث غزو العراق لدولة الكويت , هادي يصطف اليوم مع قطر في مواجهة السعودية و الإمارات و مصر و البحرين , تلك الدول هي من أعادت لهادي السلطة و كرسي الرئاسة من خلال عمليات عاصفة الحزم و الأمل , لم تقدم قطر للرئيس هادي حتى 1% مما قدمته تلك الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية و الإمارات , كان يفترض بالرئيس هادي إقالة من كتب و نشر خبر التضامن اليمني مع قطر إن صح خبر بأنه لا علم له بذلك البيان المشؤوم , ومن قام بنشره هم مجموعة من تيار الإخوان المسلمين المسيطرين على الرئاسة و قراراتها و بياناتها , كانت فرصة ذهبية لا تعوض بالنسبة للرئيس هادي من خلالها كان سيكسب مكاسب لا حصر لها , كان سيفتح صفحة جديدة مع السعودية و الإمارات و سيغلق تلك الصفحة السوداء السابقة , كان سيتخلص من سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة الشرعية و ستقف معه السعودية و الإمارات ومصر و الولايات المتحدة الأمريكية , كان سيتحصل على دعم لا محدود و ستنتعش المناطق المحررة بالمشاريع الإستراتيجية الكبيرة , تأجيل الرد السعودي الإماراتي المصري البحريني على بيان التضامن اليمني مع قطر ليس معناه عفئ الله عما سلف وحصل خير , حساسية الوضع اليمني و الحرب القائمة في اليمن هي من أجلت الرد السعودي الإماراتي المصري البحريني العنيف , كونها تعتبر بيان الرئاسة تضامن مع قطر وموجه ضدها و تعتبر ذلك العمل اللامسؤول طعنة وجهها هادي لظهر دول أحسنت إليه كثيرآ .