ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
ليبيا....الحديث عن السيادة المنتهكة
نكاد نجزم بأنه لا توجد دولة في العالم,او اية منظمة ايا تكن توجهاتها,إلا ولها حضور على الساحة الليبية,بل وصل الامر بدول صغيرة غير مستقرة داخليا التدخل بالشأن الليبي واخص بالذكر منها,تشاد والسودان لتصدير ازماتها,والمؤكد ان تدخلها سيعود عليها ببعض المكاسب المادية,العملاء في بلادي كثّر ولا يحصون,يعملون بابخس الاثمان لأجل الربح السريع والاستثمار في الدول التي يعملون لحسابها,فقد يلجئون اليها عند الضرورة.
تصريحات سفراء بعض الدول وبالأخص التي لها حضور قوي على الساحة الليبية,لعل السفير الايطالي لدى طرابلس الذي كان اكثر جرأة ولا نقول وقاحة لأنه يرى ان هناك فرصة سانحة للعودة الى بلد كان تحت سيطرتهم,ينعم بعديد الخيرات فلا باس من الاستفادة من ذلك,حرّك مشاعر الغضب لدى البعض فاعتبروها تدخلا سافرا,ففي غياب الدولة ومؤسساتها وبالأخص الرئيس القوي تكون الدولة عرضة للتدخلات الخارجية.
اول المتدخلين الشقيقة تونس,من خلال فتح موانئها الجوية والبحرية ومرافئها وحدودها البرية لانتقال السلاح من دول عربية وإقليمية,لم تقف الامور عند هذا الحد بل أرسلت من جانبها شبابها العاطلين عن العمل, المفتقرين الى ابسط التعاليم الانسانية,ليزج بهم في تنظيمات تكفيرية لأجل اسقاط الدولة,لأن حكام تونس (الثوريين-المبدلين جلودهم في رمشة عين) كانوا يرون في سقوط ليبيا ان خيراتها ستؤول اليهم وسينعمون برغد العيش,لكنها ولاشك حصدت بعضا مما زرعته,فالأوضاع الامنية ليست على ما يرام,اما الاقتصاد فانه رهن بما يجود به الغرب,في ظل وجود طبقة فاسدة تحكم سيطرتها على مقدرات البلد.
ألم نهتف وبأعلى صوت,بطول العمر لمن ساعدونا في تحرير بلدنا,أ لم يخرج علينا فضيلة المفتي بفتوى شرعية تضع من لا يشكر قطر على صنيعها في مرتبة الكلاب بل اخس؟ونزولا عند رغبته,ولنبيض وجهه امام العالم باننا شعب حر ابي غير ناكر للجميل,خرجنا لشكر قطر ,فاتضح لنا فيما بعد انما ما جرى ويجري بالبلد ما هو إلا(تدمير ممنهج )رغم ان بعضنا لا يزال يكابر,لكن الشمس لا يمكن ان يحجبها الغربال.
بفعل التدخلات الخارجية غير المتوافقة,فان المبعوث السامي سلامة,اصبح مجرد ديكور بعد ان كلفت احدى السيدات الفضليات نائبة عنه وليس له,فهي من تدير الامور,اما عن لقاءاته بالافرقاء المحليين فهي شكلية ليس إلا,وبقائه في المأمورية مسالة وقت,ربما يرسلونه مبعوثا الى احدى الدول المنكوبة لتزداد المأساة,فالأمم المتحدة لم تعمل يوما لصالح أي قطر عربي,والقضية الفلسطينية افضل شاهد.
ثوارنا البواسل وساستنا الابرار ومشائخنا(دين ودنيا فالأمر سيان)الاجلاء,قدموا لنا احلاما وردية,وعدونا بالجنة الموعودة في الدنيا قبل الاخرة,جزاء ما تحملناه من ظلم وجور وشظف العيش خلال اربعة عقود,احسسنا من خلالهم بان البلد ستتحول قريبا الى سنغافورة,فإذا بليبيا تتحول الى تورا بورا,اصبحت البلد مرتعا لكافة التنظيمات الارهابية,ومستنقعا يعج بفضلاتهم, فالأمراض المعدية التي تم القضاء عليها منذ عقود اخذت تعود,ناهيك عن انتشار السرطان بكافة اشكاله بفعل استخدام الاسلحة ذات المواد المشعة (اليورانيوم المنضب) اصبحت البلد حقل تجارب لكافة انواع الاسلحة المحرمة دوليا.فعن اية سيادة تتكلمون ايها المعتوهون؟.
ما ارى البلد بخارج من عباءة المحتلين في ظل سيطرة اذنابهم على مقاليد الامور,ما لم تتحرك الجماهير لاسترداد شرفها وكرامتها عبر انتفاضة شعبية عارمة.