د. ياسين سعيد نعمان يكتب:
"الحوثي" مخلب لمشروع إقليمي خطير
يتخبط الحوثي بحثاً عن مسوغ سياسي أو قانوني أو أخلاقي أو اجتماعي للمأساة التي أغرق فيها اليمن فيتوه في تهويمات لا تلبث أن تكشف حقيقته كمخلب لمشروع إقليمي خطير.
لن يستطيع الحوثي بما أقدم عليه أن يبرر حجم الخيانة التي ارتكبها بحق اليمن، ولذلك فإنه لن يجد غير طريق الحرب سبيلاً لتكوين معادلات تفوت فرصة محاسبته على ما ارتكبه من خيانة. وهو في هذا لا يتورع عن مواصلة الزج بالآلاف من الأطفال والشباب إلى محارق الحرب بطيش يتجاوز الوصف مثلما حدث خلال الأيام الماضية. وكم كان الحال مروعاً ومؤلماً وبعض المقاتلين في جيش الدولة يصف المشهد في مفرق مأرب الجوف بكلمات عبرت عن أخلاق لم ولن يستوعب الحوثي مضمون ما حملته من رسالة.
الإصرار على مواصلة الحرب ورفض فرص السلام هو تأكيد على السير وفقاً لمنهج غرائبي يتشكل خارج القوانين الموضوعية التي تتكون بموجبها قواعد الحياة السياسية التي من شأنها وحدها أن تحقق الاستقرار في اليمن، وأهم هذه القواعد هي أن اليمن لن يستقر إلا بقيام دولة المواطنة.
لذلك فإن الحوثيين يعملون بكل قوة على تخريب القواعد المنشئة لهذه الدولة، ويرون في منهج الحرب وسيلة لتحقيق ذلك، غير مدركين أن هذه القوانين تعمل في الاتجاه المعاكس لمسارات منهجهم الغرائبي، وأن كل ما يساعدهم على تمييع التفعيل الإيجابي لديناميات هذه القوانين هو أن مقاومة المشروع الحوثي يجب أن تتأسس على قواعد بناء دولة المواطنة، وأن على قوى هذه المقاومة كافة مغادرة الالتباس الذي يترك مفهوم الدولة مكشوفاً على كثير من الاحتمالات التي لم تستقر بعد عند "المواطنة".
سيُهزم مشروع الحوثي بكل تأكيد، لأنه مشروع حرب لا مشروع بناء، فمهما بدا أنه ينتصر هنا ويخترق هناك فهو ليس أكثر من محرك غارات لا هدف لها سوى تمزيق فرص السلام وإبقاء اليمن رهينة الوضع المضطرب في المنطقة لاستخدامه وقت اللزوم في التسوية التي ينشدها نظام إيران.