أحمد سعيد كرامة يكتب لـ(اليوم الثامن):

إتفاق الرياض.. يدخل مرحلة الموت السريري

على المجتمع الدولي والإقليمي والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أن يعوا جيدا أن صبر الجنوبيين على عقابهم الجماعي الغاشم والظالم أوشك على النفاد ، ولم يتبقى سوى شرارة الإنفجار الكبير ، التي نحاول جاهدين تلافيها بشتى الوسائل و الطرق .

نكن للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية كل الاحترام والتقدير والود ، ونبادلهم الوفاء بالوفاء والإخاء ، ولن ننسى فضل الله علينا ثم فضل التحالف بمساعدتنا ودعمنا للتخلص من كابوس مرعب متمثل بمليشيات الحوثي الإيرانية السللالية الطائفية ، ونريد أن يستمر تحالفنا وشراكتنا .

ولكن بالمقابل لا نستطيع أن نقف على الحياد السلبي تجاه دعم و مؤازرة الشقيقة السعودية لشرعية الابتزاز الرخيص وحكوماتها الفاسدة والفاشلة ، عانى ومازال يعانى شعبنا الجنوبي صنوف العذاب من تردي مستوى الخدمات إلى مستويات قياسية وخطيرة في قطاعات حياتية مهمة كالكهرباء والمياه والنظافة والصحة والتعليم وغيرها .

هو شعب جنوبي شجاع ووفي ، وعانى من الأزمات المفتعلة بما فيه الكفاية ، ولازال يعاني بسبب شرعية فاسدة وفاشلة ملكوها أمر شعب عظيم بشجاعته ووفائه ، من يقول أن على الشعب الجنوبي أن يتحمل الجوع والعطش والظلمة وشظف العيش والفشل الإداري والأمني إلى مالا نهاية ، عليه أن يراجع حساباته جيدا ، و يخوض هذه التجربة العملية المأساوية مع الشعب هو وأسرته .

اليوم هو نهاية المدة الزمنية لصلاحية سريان إتفاق الرياض ومصفوفته ، وهل قبل هذا الموعد سنشهد تحرك جاد وعملي من قبل ضامنة وراعية ومهندسة ألاتفاق المملكة العربية السعودية ، أم سيتم الضغط على أطراف الإتفاق للتوقيع من أجل تمديد الممدد لشهر أخر يذوق فيه الشعب الجنوبي مرارة الجوع والفقر والظلمة .

إم سيكون لقادة المجلس الانتقالي الجنوبي كلمة الفصل وينحازوا لرفع الظلم والمعاناة والذل عن شعبهم ، ضاربين بعرض الحائط بإتفاق لم يكن سوى فخ للوقيعة بين الجنوبيون ومجلسهم الانتقالي .

لسنا أول أو أخر من يفشل في حوار أو إتفاق ، فالعالم برمته يعيش عصر الفشل ، فقد فشلت جميع إتفاقات و لقاءات ومشاورات وحوارات الشرعية ومليشيات الحوثي الإيرانية ، بعد وساطات وضيافات خليجية أوروبية برعاية أممية ، وكانت نتيجة ذلك الفشل بسبب تعنت وصلابة الموقف الحوثي ، وتم مكافئة بحصوله على مكاسب سياسية ودبلوماسية واعتراف إقليمي ودولي منقطع النظير ، لم يكن يحلم بها من سابق مطلقا .

أن الأوان لنقول كلمة لا ولو لمرة واحدة فقط ، ولننتظر نتائج أللا قبل أن يخرج الشعب الجنوبي عن بكرة أبيه ليقول للكل لا وألف لا ، بعد نتائج أللا سنبني عليها أسس جديدة للخطوة التالية بعيدا عن الانبطاح التام أو التسرع والتهور غير محسوب العواقب والنتائج .

السيد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي ، أن الأوان ليعود وفدنا التفاوضي من الرياض إلى عدن للتشاور حول أخر المستجدات المصيرية الخطيرة على الجنوب وشعبه وسبل الوقاية منها ، والشروع بعمل رؤية وهدف إستراتيجي نسير عليه مهما كانت الظروف والمعوقات ، فنيل المطالب المشروعة والحقوق وتقرير المصير لا يأتي بالتمني أو بحسن النوايا .