أحمد سعيد كرامة يكتب:

137 مليار ريال يمني .. من جمارك عدن 2019م

هي عدن وستظل عدن وستبقى عدن ، هي المنهوبة والمغلوبة دائما ، هي الأم الحنون مع عقوق البنون ، هي من تسرق وتنهب وتشتم بأقبح العبارات ، هي الملاذ الآمن لكثير من الحاقدين والجاحدين وقليل من الأوفياء الشرفاء.

هذا ما صرح به مدير عام جمارك عدن لصحيفة وموقع عدن تايم قبل عدة أيام ، إيرادات رسوم جمركية وضرائب وعوائد وصناديق أخرى لعام واحد بلغت 137 مليار ريال يمني من منافذ عدن البرية والبحرية والجوية فقط ، ناهيك عن مرافق إيرادية حكومية متمردة عن توريد المال العام لبنك عدن المركزي حتى اللحظة ، بتوجيهات القيادة العليا من فنادق الرياض .

موارد عدن المالية تفوق 400 مليار ريال يمني سنويا ، من رسوم جمركية وضرائب كبار المكلفين وصغارهم ، شركة نفط عدن ومؤسسة موانئ خليج عدن والإتصالات وطيران اليمنية والنقل الثقيل والخفيف وتأجير خزانات مصفاة عدن وعفارة بكالتكس وخزانات حجيف تنتظر صفقة تأجير مشبوهة هي الأخرى ، وبيع أراضي عدن بالمليارات ، ووووووووو .

وبالمقابل ، بنية عدن التحتية متهالكة ، فعدن بدون كهرباء ولا مياه ولا صرف صحي ، وتعيش على المنح والمساعدات والهبات الخارجية ، لا طرقات معبدة تليق بمكانة المدينة كمدينة موانئ أو مطار دولي أو حتى كعاصمة يرثى لحالها ، ولا مستشفيات توفر الحد الأدنى من الرعاية الصحية المجانية للفقراء والمعسرين ، ناهيك عن شريحة المتقاعدين المعدمين .

أهل عدن بين غلاء المعيشة والفقر ، وتريدي مستوى الخدمات بصورة عامة ، إنهم يسرقون عدن بوضح النهار ، مدارس تعيش أسوأ أيامها على الإطلاق مع تربع وزير فاشل ، إلى إهانة وإذلال معلمي ومعلمات عدن وعدم صرف مستحقاتهم الهزيلة لمواجهة حياة معيشية قاسية .

نحن نعاني من فقر الضمير الإنساني وسطوة الضمير الشيطاني على مفاصل الدولة العميقة العفاشية ، لم تتغير وجوه عفاش ، بل تغيرت مسمياتهم وجلودهم ، وأصبحت بعد التحديث أشد ضراوة وقسوة على شعبي البائس العاجز الفقير ، حسبي الله ونعم الوكيل .