عادل المدوري يكتب:

أفضل الخيارات.. العودة لإتفاق الرياض

إذا أرادت الحكومة اليمنية الشرعية أن تحافظ على علاقات طبيعية مع الشعب في الجنوب والتحالف العربي والمجتمع الدولي، يتوجب عليها الألتزام بتنفيذ بنود إتفاق الرياض، فقد أثبتت الأيام وسير الأحداث إن إتفاق الرياض يشكل الخيار الأفضل والحل المثالي لجميع المشاكل في الجنوب، السياسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية، فالحكومة ترغب بأن تكون لها عاصمة سياسية تمارس منها نشاطها، وكذلك المجلس الإنتقالي الجنوبي يرغب بإخراج القوات الشمالية من جميع مناطق الجنوب، وإرسالها إلى جبهات القتال في الشمال، لذلك كان إتفاق الرياض مصمم بحرفية وتقنية سياسية ذكية يلبي حاجات أطراف الصراع بالجنوب في هذه المرحلة.

 

أما البديل لإتفاق الرياض فهو الحرب والمواجهات العسكرية، وهو ما يعني أن هناك حرب مفتوحة وقتال شرس ودماء ستسيل، وهذا الصراع داخل التحالف سيفشل عمل التحالف، خصوصاً وأن المجلس الإنتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية الشرعية داعمان للتحالف ويواجهان عدو مشترك وهو الحوثي، حيث أن الصراع داخل جبهة التحالف العربي سيقدم خدمات مجانية لميلشيا الحوثي التي تحقق إنتصارات هذه الأيام في جبهات نهم والحزم في الجوف ومأرب على حساب تراجع قوات الحكومة اليمنية الشرعية، التي أنشغلت بالتحشيد على مناطق الجنوب المحررة منذ العام 2015 تاركة ظهرها مفتوح للحوثي.

 

يتوجب على الحكومة اليمنية الشرعية أن تبادر في تنفيذ أتفاق الرياض، فمعظم بنود الإتفاق تقع على عاتق الحكومة، ينبغي عليها بذل المزيد والإلتزام بتنفيذه، كتشكيل حكومة كفاءات ومناصفة بين الجنوب والشمال، وتعيين المحافظين ومدراء الأمن لمحافظات الجنوب بالتشاور مع المجلس الإنتقالي الجنوبي، وصرف المرتبات وعودة القوات إلى مواقعها السابقة قبل أحداث أغسطس 2019، وترتيب الأوضاع الإقتصادية وتفعيل الرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد، والتركيز على الخدمات التي تتدهور كل يوم، بالتزامن مع تدهور سعر صرف العملة المحلية.

 

كما ينبغي على رعاة إتفاق الرياض أن يتخذوا خطوات أكثرا حزماً كما تتطلب مذكرة إتفاق الرياض، ويضغطوا على الحكومة من أجل تنفيذ الترتيبات السياسية حيث أظهرت الحكومة تشبّثا بكرسي السلطة بغير حق، وعملت من أجل إبقاء الأوضاع كما هي عليه، ولا ترغب بمشاركة أحد في السلطة، حتى لا تخسر الهيمنة الكاملة على قوائم الجيش الوهمية والوزارات والموارد، فالإسراع في تنفيذ بنود إتفاق الرياض قد يخفف من حدة التوتر، ويعالج الحد الأدنى من الترتيبات الخدمية والأمنية والسياسية في المحافظات الجنوبية، فالوضع الحالي متأزم وقد يتطور إلى ما لا يحمد عقباه أذا ترك دون معالجه.

 

عادل المدوري